الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٢
حتى بلغ مغرب الشمس ثم سار حتى بلغ مطلع الشمس ثم أتى السدين وهما جبلان لينان يزلق عنهما كل شئ فبنى السد ثم اجتاز يأجوج ومأجوج فوجد قوما وجوههم وجوه الكلاب يقاتلون يأجوج ومأجوج ثم قطعهم فوجد أمة فصارا يقاتلون القوم الذين وجوههم وجوه الكلاب ووجد أمة من الغرانيق يقاتلون القوم القصار ثم مضى فوجد أمة من الحيات تلتقم الحية منها الصخرة العظيمة ثم مضى إلى البحر الدائر بالأرض فقالوا نشهد ان امره هكذا كما ذكرت وانا نجده هكذا في كتابنا * وأخرج ابن عساكر عن سليمان بن الأشج صاحب كعب الأحبار ان ذا القرنين كان رجلا طوافا صالحا فلما وقف على جبل آدم الذي هبط عليه ونظر إلى اثره هاله فقال له الخضر وكان صاحب لوائه الأكبر مالك أيها الملك قال هذا أثر الآدميين أرى موضع الكفين والقدمين وهذه القرحة وأرى هذه الأشجار حوله قائمة يابسة يسيل منها ماء أحمر ان لها لشأنا فقال له الخضر وكان قد أعطى العلم والفهم أيها الملك الا ترى الورقة المعلقة من النخلة الكبيرة قال بلى قال فهي تخبرك بشأن هذا الموضع وكان الخضر يقرأ كل كتاب فقال أيها الملك أرى كتابا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من آدم أبى البشر أوصيكم ذريتي وبناتي ان تحذروا عدوى وعدوكم إبليس الذي كان يلين كلامه وفجور أمنيته أنزلني من الفردوس إلى تربة الدنيا وألقيت على موضعي هذا لا يلتفت إلى مائتي سنة بخطيئة واحدة حتى درست في الأرض وهذا أثرى وهذه الأشجار من دموع عيسى فعلى في هذه التربة أنزلت التوبة فتوبوا من قبل أن تندموا وبادروا من قبل أن يبادر بكم وقدموا من قبل ان يقدم بكم فنزل ذو القرنين فمسح موضع جلوس آدم فإذا هو ثمانون ومائة ميل ثم أحصى الأشجار فإذا هي تسعمائة شجرة كلها من دموع آدم نبتت فلما قتل قابيل هابيل تحولت يابسة وهي تبكي دما أحمر فقال ذو القرنين للخضر ارجع بنا فلا طلبت الدنيا بعدها * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن السدى قال كان أنف الإسكندر ثلاثا أذرع * وأخرج ابن عبد الحكم عن الحسن قال كان أنف الإسكندر ثلاثة أذرع * وأخرج ابن عبد الحكم وابن أبي حاتم والشيرازي في الألقاب عن عبيد بن يعلى قال انما سمى ذا القرنين لأنه كان له قرنان صغيران تواريهما العمامة * وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه انه سئل عن ذي القرنين فقال لم يوح إليه وكان ملكا قيل فلم سمى ذا القرنين فقال اختلف فيه أهل الكتاب فقال بعضهم ملك الروم وفارس وقال بعضهم انه كان في رأسه شبه القرنين * وأخرج ابن أبي حاتم عن بكر ابن مضر ان هشام بن عبد الملك سأله عن ذي القرنين أكان نبيا فقال لا ولكنه انما أعطى ما أعطى بأربع خصال كن فيه كان إذا قدر عفا وإذا وعد وفى وإذا حدث صدق ولا يجمع اليوم لغد * وأخرج ابن عبد الحكم عن يونس ابن عبيد قال انما سمى ذا القرنين لأنه كان له غديرتان من رأسه من شعر يطأ فيهما * وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي العالية قال انما سمى ذا القرنين لأنه قرن ما بين مطلع الشمس ومغربها * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن ابن شهاب قال انما سمى ذا القرنين لأنه بلغ قرن الشمس من مغربها وقرن الشمس من مطلعها * وأخرج عن قتادة قال الإسكندر هو ذو القرنين * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق ابن إسحاق عمن يسوق أحاديث الأعاجم من أهل الكتاب ممن قد أسلم فيما توارثوا من علمه ان ذا القرنين كان رجلا صالحا من أهل مصر اسمه مرزيا بن مرزية اليوناني من ولد يونن بن يافث بن نوح * وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن عبيد بن عمير ان ذا القرنين حج ماشيا فسمع به إبراهيم فتلقاه * وأخرج الشيرازي في الألقاب عن قتادة قال انما سمى ذا القرنين لأنه كان له عقيصتان * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة ان ذا القرنين كان من سواس الروم يسوس أمرهم فخبر بين ذلال السحاب وصعابها فاختار ذلا لها فكان يركب عليها * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم والشيرازي في الألقاب وأبو الشيخ عن وهب بن منبه اليماني وكان له علم الأحاديث الأولى انه كان يقول كان ذو القرنين رجلا من الروم ابن عجوز من عجائزهم ليس لها ولد غيره وكان اسمه الإسكندر وانما سمى ذا القرنين ان صفحتي رأسه كانتا من نحاس فلما بلغ وكان عبدا صالحا قال الله له يا ذا القرنين انى باعثك إلى أمم الأرض منهم أمتان بينهما طول الأرض كلها ومنهم أمتان بينهما عرض الأرض كلها في وسط الأرض منهم الإنس والجن ويأجوج ومأجوج فاما اللتان بينهما طول الأرض فأمة عند مغرب الشمس
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست