الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٢
فيصبحون وقد عاد إلى ما كان عليه فيقول قولوا إن شاء الله فيقولون إن شاء الله فيصبحون وهو مثل قشر البيض فينقبونه فيخرجون منه على الناس فيخرج أول من يخرج منهم سبعون ألفا عليهم التيجان ثم يخرجون من بعد ذلك أفواجا فيأتون على النهر مثل نهركم هذا يعنى الفرات فيشربونه حتى لا يبقى منه شئ ثم يجئ الفوج منهم حتى ينتهوا إليه فيقولون لقد كان ههنا ماء مرة وذلك قول الله فإذا جاء وعد ربى جعله دكا والدك التراب وكان وعد ربى حقا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن كعب قال إن يأجوج ومأجوج ينقرون السد بمناقرهم حتى إذا كادوا أن يخرقوه قالوا نرجع إليه غدا فنفرع منه فيرجعون إليه وقد عاد كما كان فيرجعون فهم كذلك وإذا بلغ الامر ألقى على بعض ألسنتهم يقولون ناتي إن شاء الله غدا فنفرغ منه فيأتونه وهو كما هو فيخرقونه فيخرجون فيأتي أولهم على البحيرة فيشربون ما كان فيها من ماء ويأتي أوسطهم عليها فيلحسون ما كان فيها من الطين ويأتي آخرهم عليها فيقولون قد كان ههنا مرة ماء فيرمون بسهامهم نحو السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون قهرنا من في الأرض وظهرنا على من في السماء فيدعو عليهم عيسى بن مريم فيقول اللهم لا طاقة لنا بهم ولا يد فاكفناهم بما شئت فيبعث الله عليهم دودا يقال له النغف فيأخذهم في أقفائهم فيقتلهم حتى تنتن الأرض من ريحهم ثم يبعث الله عليهم طيرا فتنقل أبدانهم إلى البحر ويرسل الله إليهم السماء أربعين يوما فينبت الأرض حتى أن الرمانة لتشبع أهل البيت * وأخرج ابن المنذر عن كعب قال عرض أسكفة يأجوج ومأجوج التي تفتح لهم أربعة وعشرون ذراعا تحفيها حوافر خيلهم والعليا اثنا عشر ذراعا تحفيها أسنة رماحهم * وأخرج ابن المنذر عن عبد الله بن عمرو قال إذا خرج يأجوج ومأجوج كان عيسى بن مريم في ثلثمائة من المسلمين في قصر بالشام يشتد عليهم أمرهم فيدعون الله ان يهلكهم فيسلط عليهم النغف فتنتن الأرض منهم فيدعون الله ان يطهر الأرض منهم فيرسل الله مطرا فيسيل منهم إلى البحر ثم يخصب الناس حتى أن العنقود يشبع منه أهل البيت * وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال يأجوج ومأجوج يمر أولهم بنهر مثل دجلة ويمر آخرهم فيقول قد كان في هذا النهر مرة ماء ولا يموت رجل الا ترك ألفا من ذريته فصاعدا ومن بعدهم ثلاثة أمم ما يعلم عدتهم الا الله تاريس وتأويل وناسك أو منسك * وأخرج أبو يعلى والحاكم وصححه وابن عساكر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد قال يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم ارجعوا فستخرقونه غدا قال فيعيده الله كاشد ما كان حتى إذا بلغوا مدتهم وأراد الله قال الذي عليهم ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله واستثنى فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه فيخرقونه ويخرجون على الناس فيسقون المياه وينفر الناس منهم فيرمون سهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون قهرنا أهل الأرض وغلبنا من في السماء قسوة وعلوا فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم فيهلكهم قال والذي نفسي بيده ان دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكرا من لحومهم * وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران أحدهما نار تأجج في عين من رآه والآخر ماء أبيض فان أدركه أحد منكم فليغمض ويشرب من الذي يراه نارا فإنه ماء بارد وإياكم والآخر فإنه الفتنة واعلموا انه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من يكتب ومن لا يكتب وان إحدى عينيه ممسوحة عليها ظفرة انه يطلع من آخر أمره على بطن الأردن على ثنية أفيق وكل أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن وانه يقتل من المسلمين ثلثا ويهزم ثلثا ويبقى ثلث ويجن عليهم الليل فيقول بعض المؤمنين لبعض ما تنتظرون ان تلحقوا إخوانكم في مرضات ربكم من كان عنده فضل طعام فليغد به على أخيه وصلوا حتى ينفجر الفجر وعجلوا الصلاة ثم أقبلوا على عدوكم فلما قاموا يصلون نزل عيسى بن مريم امامهم فصلى بهم فلما انصرف قال هكذا فرجوا بيني وبين عدو الله فيذوب وسلط الله عليهم من المسلمين فيقتلونهم حتى أن الشجر والحجر لينادي يا عبد الله يا عبد الرحمن يا مسلم هذا يهودي فاقتله فيقتلهم الله وينصر المسلمون فيكسرون الصليب ويقتلون الخنزير ويضعون الجزية فبينما هم كذلك أخرج الله يأجوج ومأجوج فيشرب أولهم البحيرة ويجئ آخرهم وقد انتشفوه ولا يدعوا فيه قطرة فيقولون ظهرنا على أعدائنا قد كان ههنا أثر ماء فيجئ نبي الله وأصحابه وراءه حتى يدخلوا مدينة من مدائن فلسطين يقال لها لد فيقولون ظهرنا
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست