الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٧٩
البيهقي من وجه آخر عن عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت له سريرة صالحة أو سيئة أظهر الله عليه منها رداء يعرف به قال البيهقي الموقوف أصح * واخرج أبو الشيخ والبيهقي وضعفه عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه من المؤمن قالوا الله ورسوله اعلم قال المؤمن الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يحب ولو أن عبدا اتقى الله في جوف بيت إلى سبعين بيتا على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث به الناس ويزيدون قالوا وكيف يزيدون يا رسول الله قال لان التقى لو يستطيع ان يزيد في بره لزاد ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكافر قالوا الله ورسوله اعلم قال الكافر الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره ولو أن فاجرا فجر في جوف بيت إلى سبعين بيتا على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث به الناس ويزيدون قالوا وكيف يزيدون يا رسول الله قال لان الفاجر لو يستطيع ان يزيد في فجوره لزاد * واخرج ابن عدي عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله مرد كل امرئ رداء عمله * واخرج البيهقي عن ثابت قال كان يقال لو أن ابن آدم عمل بالخير في سبعين بيتا لكساه الله تعالى رداء عمله حتى يعرف به * واخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن سعيد بن المسيب قال الناس يعملون أعمالهم من تحت كنف الله فإذا أراد الله بعبد فضيحة أخرجه من تحت كنفه فبدت عورته * واخرج ابن أبى الدنيا والبيهقي عن أبي إدريس الخولاني رفعه قال لا يهتك الله عبدا وفيه مثقال حبة من خير * وأخرج ابن أبى شيبة عن إبراهيم قال لو أن عبدا أكنتم بالعبادة كما يكنتم بالفجور لأظهر الله ذلك منه * قوله تعالى (فقلنا اضربوه ببعضها) أخرج وكيع والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله فقلنا اضربوه ببعضها قال ضرب بالعظم الذي يلي الغضروف * واخرج عبد بن حميد عن قتادة قال ذكر لنا انهم ضربوه بفخذها فلما فعلوا أحياه الله حتى أنبأهم بقاتله الذي قتله وتكلم ثم مات * واخرج وكيع وابن جرير عن عكرمة في الآية قال ضربوه بفخذها فحيى فما زاد على أن قال قتلني فلان ثم عاد فمات * واخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال ضرب بفخذ البقرة فقام حيا فقال قتلني فلان ثم عاد في ميتته * واخرج ابن جرير عن السدى قال ضرب بالبضعة التي بين الكتفين * واخرج ابن جرير عن أبي العالية قال أمرهم موسى ان يأخذوا عظما فيضربوا به القتيل ففعلوا فرجع الله روحه فسمى قاتله ثم عاد ميتا كما كان * قوله تعالى (كذلك يحيى الله الموتى) الآية * أخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال إن فتى من بني إسرائيل كان برا بوالدته وكان يقوم ثلث الليل يصلى ويجلس عند رأس والدته ثلث الليل فيذكرها بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد ويقول يا أمه ان كنت ضعفت عن قيام الليل فكبري الله وسبحيه وهلليه فكان ذلك عملهما الدهر كله فإذا أصبح أتى الجبل فاحتطب على ظهره فيأتي به السوق فيبيعه بما شاء الله ان يبيعه فيتصدق بثلثه ويبقى لعبادته ثلثا ويعطى الثلث أمه وكانت أمه تأكل النصف وتتصدق بالنصف وكان ذلك عملهما الدهر كله فلما طال عليها قالت يا بنى اعلم انى قد ورثت من أبيك بقرة وختمت عنقها وتركتها في البقر على اسم إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب قالت وسأبين لك ما لونها وهيئتها فإذا أتيت البقر فادعها باسم إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب فإنها تفعل كما وعدتني وقالت إن علامتها ليست بهرمة ولا الفتية غير أنها بينهما وهي صفراء فاقع لونها تسر الناظرين إذا نظرت إلى جلدها يخيل إليك ان شعاع الشمس يخرج من جلدها وليست بالذلول ولا صعبة تثير الأرض ولا تسقى الحرث مسلمة لاشية فيها ولونها واحد فإذا رأيتها فخذ بعنقها فإنها تتبعك باذن إله إسرائيل فانطلق الفتى وحفظ وصية والدته وسار في البرية يومين أو ثلاثا حتى إذا كان صبيحة ذلك اليوم انصرف فصاح بها فقال باله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب الا ما أتيتني فأقبلت البقرة إليه وتركت الرعى فقامت بين يدي الفتى فاخذ بعنقها فتكلمت البقرة وقالت يا أيها الفتى البر بوالدته أركبني فإنه أهون عليك قال الفتى لم تأمرني والدتي أن أركب عليك ولكنها أمرتني ان أسوقك سوقا فأحب ان أبلغ قولها فقالت باله إسرائيل لو ركبتني ما كنت لتقدر على فانطلق يا أيها الفتى البر بوالدته لو أنك أمرت هذا الجبل ان ينقلع لك من أصله لانقلع لبرك بوالدتك ولطاعتك إلهك فانطلق حتى إذا كان من مسيرة يوم من منزله استقبله عدو الله إبليس
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست