الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٨٢
الذين آمنوا وما يسرون إذا خلا بعضهم إلى بعض من كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم به وهم يجدونه مكتوبا عندهم * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله أولا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون يعنى من كفرهم بمحمد وتكذيبهم به وما يعلنون حين قالوا للمؤمنين آمنا * قوله تعالى (ومنهم أميون) الآية * أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال الأميون قوم لم يصدقوا رسولا أرسله الله ولا كتابا أنزله فكتبوا كتابا بأيديهم ثم قالوا لقوم سفلة جهال هذا من عند الله وقال قد أخبرهم انهم يكتبون بأيديهم ثم سماهم أميين لجحودهم كتب الله ورسله * وأخرج ابن جرير عن إبراهيم النخعي في قوله ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب قال منهم من لا يحسن ان يكتب * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس في قوله ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب قال لا يدرون ما فيه وان هم الا يظنون وهم يجحدون نبوتك بالظن * وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب قال ناس من يهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئا وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب الله ويقولون هو من الكتاب أماني تمنونها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله الا أماني قال الا أحاديث * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله الا أماني قال الا قولا يقولون بأفواههم كذبا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله الا أماني قال الا كذبا وان هم الا يظنون قال الا يكذبون * قوله تعالى (فويل للذين يكتبون) الآية * أخرج وكيع وابن المنذر والنسائي عن ابن عباس في قوله فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم قال نزلت في أهل الكتاب * وأخرج أحمد وهناد بن السرى في الزهد وعبد بن حميد والترمذي وابن أبي الدنيا في صفة النار وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويل واد في جهنم يهوى فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره * وأخرج ابن جرير عن عثمان بن عفان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله فويل لهم مما كتبت أيديهم قال الويل جبل في النار وهو الذي أنزل في اليهود لانهم حرفوا التوراة زادوا فيها ما أحبوا ومحوا منها ما كانوا يكرهون ومحوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة * وأخرج البزار وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في النار 7 مجرا يقال لها ويل يصعد عليه العرفاء وينزلون فيه * وأخرج الحربي في فوائده عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك يا عائشة فجزعت منها فقال لي يا حميراء ان ويحك أو ويك رحمة فلا تجزعي منها ولكن اجزعي من الويل وأخرج أبو نعيم في دلائل النبوة عن علي بن أبي طالب قال الويح والويل بابان فاما الويح فباب رحمة وأما الويل فباب عذاب * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والطبراني والبيهقي في البعث عن ابن مسعود قال ويل واد في جهنم يسيل منه صديد أهل النار * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن النعمان بن بشير قال الويل واد من فيح في جهنم * وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن عطاء بن يسار قال ويل واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لانماعت من شدة حره * وأخرج هناد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ويل سيل من صديد في أصل جهنم وفى لفظ ويل واد في جهنم يسيل فيه صديدهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر مولى عفرة قال إذا سمعت الله يقول ويل فهي النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فويل للذين يكتبون الكتاب الآية قال هم أحبار اليهود وجدوا صفة النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبة في التوراة أكحل أعين ربعة جعد الشعر حسن الوجه فلما وجدوه في التوراة محوه حسدا وبغيا فأتاهم نفر من قريش فقالوا تجدون في التوراة نبيا أميا فقالوا نعم نجده طويلا أزرق سبط الشعر فأنكرت قريش وقالوا ليس هذا منا * وأخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال وصف الله محمدا صلى الله عليه وسلم في التوراة فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حسده أحبار اليهود فغير واصفته في كتابهم وقالوا لا نجد نعته عندنا وقالوا للسفلة ليس هذا نعت النبي الذي يحرم كذا وكذا كما كتبوه وغيروا نعت هذا كذا كما وصف فلبسوا على الناس وانما فعلوا ذلك لان الأحبار كانت لهم مأكلة يطعمهم إياها السفلة لقيامهم على التوراة فخافوا أن تؤمن السفلة فتنقطع تلك المأكلة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست