الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٨١
من بعد ذلك) الآية * أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله ثم قست قلوبكم من بعد ذلك قال من بعد ما أراهم الله من احياء الموتى ومن بعدما أراهم من أمر القتيل فهي كالحجارة أو أشد قسوة ثم عذر الله الحجارة ولم يعذر شقي ابن آدم فقال وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار وان منها لما يشقق فيخرج منه الماء وان منها لما يهبط من خشية الله * وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وان من الحجارة الآية أي ان من الحجارة لألين من قلوبكم لما تدعون إليه من الحق * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال كل حجر يتفجر منه الماء أو يشقق عن ماء أو يتردى من رأس جبل فمن خشية الله نزل بذلك القرآن * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وان منها لما يهبط من خشية الله قال إن الحجر ليقع على الأرض ولو اجتمع عليه فئام من الناس ما استطاعوه وانه ليهبط من خشية الله * قوله تعالى (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ثم قال الله لنبيه ومن معه من المؤمنين يؤيسهم منهم أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله وليس قوله يسمعون التوراة كلهم قد سمعها ولكنهم الذين سألوا موسى رؤية ربهم فاخذتهم الصاعقة فيها * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله أفتطمعون أن يؤمنوا لكم الآية قال فالذين يحرفونه والذين يكتبونه هم العلماء منهم والذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم هؤلاء كلهم يهود * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله يسمعون كلام الله قال هي التوراة حرفوها * قوله تعالى (وإذا لقوا الذين آمنوا) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير عن ابن عباس في قوله وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا أي بصاحبكم رسول الله ولكنه إليكم خاصة وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا لا تحدثوا العرب بهذا فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم فكان منهم ليجادلوكم به عند ربكم أي يقرون بأنه نبي وقد علمتم انه قد أخذ عليكم الميثاق باتباعه وهو يخبرهم انه النبي الذي كان ينتظر ونجده في كتابنا اجحدوه ولا تقروا به * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله وإذا لقوا الذين آمنوا الآية قال هذه الآية في المنافقين من اليهود وقوله بما فتح الله عليكم يعنى بما أكرمكم به * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال قام النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة تحت حصونهم فقال يا خوان القردة والخنازير ويا عبدة الطاغوت فقالوا من أخبر هذا الامر محمدا ما خرج هذا الامر الا منكم أتحدثونهم بما فتح الله عليكم بما حكم الله ليكون لهم حجة عليكم * وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخلن علينا قصبة المدينة الا مؤمن فقال رؤساء اليهود اذهبوا فقولوا آمنا واكفروا إذا رجعتم إلينا فكانوا يأتون المدينة بالبكر ويرجعون إليهم بعد العصر وهو قوله وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره وكانوا يقولون إذا دخلوا المدينة نحن مسلمون ليعلموا خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره فكان المؤمنون يظنون أنهم مؤمنون فيقولون لهم أليس قد قال الله لكم في التوراة كذا وكذا فيقولون بلى فإذا رجعوا إلى قومهم قالوا أتحدثونهم بما فتح الله به عليكم الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدى قال نزلت هذه الآية في ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا فكانوا يحدثون المؤمنين من العرب بما عذبوا به فقال بعضهم لبعض أتحدثونهم بما فتح الله به عليكم من العذاب ليقولوا نحن أحب إلى الله منكم وأكرم على الله منكم * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة ان امرأة من اليهود أصابت فاحشة فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبتغون منه الحكم رجاء الرخصة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عالمهم وهو ابن صوريا فقال له احكم قال فجبؤه والتجبئة يحملونه على حمار ويجعلون وجهه إلى ذنب الحمار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أبحكم الله حكمت قال لا ولكن نساءنا كن حسانا فأسرع فيهن رجالنا فغيرنا الحكم وفيه أنزلت وإذا خلا بعضهم إلى بعض الآية * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا قالوا هم اليهود وكانوا إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا فصانعوهم بذلك ليرضوا عنهم وإذا خلا بعضهم إلى بعض نهى بعضهم بعضا ان يحدثوا بما فتح الله عليهم وبين لهم في كتابه من أمر محمد عليه السلام رفعته ونبوته وقالوا انكم إذا فعلتم ذلك احتجوا عليكم بذلك عند ربكم أفلا تعقلون أو لا يعلمون ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون قال ما يعلنون من أمرهم وكلامهم إذا لقوا
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست