الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٧٣
أحدا من الجيوش أكثر من ذلك * وأخرج ابن إسحاق وابن أبى الدنيا في كتاب الاشراف عن السائب بن جبير مولى ابن عباس وكان قد أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال ما زلت اسمع حديث عمر انه خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة وكان يفعل ذلك كثيرا إذ مر بامرأة من نساء العرب مغلقة بابها وهي تقول تطاول هذا الليل تسرى كواكبه * وأرقني أن لا ضجيع ألاعبه فوالله لولا الله لا شئ غيره * لحرك من هذا السرير جوانبه وبت ألاهي 7 غير بدع ملعن * لطيف الحشا لا يحتويه مضاجعه يلاعبني طورا وطورا كأنما * بدا قمر في ظلمة الليل حاجبه يسر به من كان يلهو بقربه * يعاتبني في حبه وأعاتبه ولكنني أخشى رقيبا موكلا * بأنفسنا لا يفتر الدهر كاتبه ثم تنفست الصعداء وقالت لهاني عمر بن الخطاب وحشتي في بيتي وغيبة زوجي على وقلة نفقتي فقال لها عمر يرحمك الله فلما أصبح إليها بنفقة وكسوة وكتب إلى عامله يسرح إليها زوجها * وأخرج ابن أبى الدنيا عن الحسن قال سأل عمر ابنته حفصة كم تصبر المرأة عن الرجل فقالت ستة أشهر فقال لا جرم لا أحبس رجلا أكثر من ستة أشهر * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عن محمد بن معن قال أتت امرأة إلى عمر بن الخطاب فقالت يا أمير المؤمنين ان زوجي يصوم النهار ويقوم الليل وانا أكره ان أشكوه إليك وهو يقوم بطاعة الله فقال لها جزاك الله خيرا من مثنية على زوجها فجعلت تكرر عليه القول وهو يكرر عليها الجواب وكان كعب بن سوار الأسدي حاضرا فقال له اقض يا أمير المؤمنين بينها وبين زوجها فقال وهل فيما ذكرت قضاء فقال إنها تشكو مباعدة زوجها لها عن فراشها وتطلب حقها في ذلك فقال له عمر أما لان فهمت ذلك فاقض بينهما فقال كعب على بزوجها فاحضر فقال إن امرأتك تشكوك فقال أقصرت في شئ من نفقتها قال لا فقالت المرأة يا أيها القاضي الحكيم برشده * ألهى خليلي عن فراشي مسجده نهاره وليله ما يرقده * فلست في حكم النساء أحمده زهده في مضجعي تعبده * فاقض القضاء يا كعب لا تردده فقال زوجها زهدني في فرشها وفى الحجل * انى امرؤ أزهد فيما قد نزل في سورة النحل وفى السبع الطول * وفي كتاب الله تخويف جلل فقال كعب ان خير القاضيين من عدل * وقضى بالحق جهرا وفصل ان لها حقا عليك يا رجل * تصيبها في أربع لمن عقل قضية من ربها عز وجل * فاعطها ذاك ودع عنك العلل ثم قال إن الله قد أباح لك من النساء أربعا فلك ثلاثة أيام ولياليها تعبد فيها ربك ولها يوم وليلة فقال عمر والله ما أدرى من أي أمريك أعحب أمن فهمك أمرها أم من حكمك بينهما اذهب فقد وليتك قضاء البصرة * وأخرج البيهقي في الدلائل عن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وعمر بن الخطاب معه فعرضت امرأة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم ادعى زوجك فدعته وكان ضرارا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما تقول امرأتك يا عبد الله فقال الرجل والذي أكرمك ما جف رأسي منها فقالت امرأته ما مرة واحدة في الشهر فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أتبغضينه قالت نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أدنيا رؤوسكما فوضع جبهتها على جبهة زوجها ثم قال اللهم ألف بينهما وحبب أحدهما إلى صاحبه ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق النمط ومعه عمر بن الخطاب فطلعت امرأة تحمل أدما على رأسها فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم طرحته وأقبلت فقبلت رجليه فقال رسول الله صلى عليه وسلم كيف أنت وزوجك فقالت والذي أكرمك ما طاوف ولا نالد ولا ولد بأحب إلى منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهد أنى رسول الله فقال عمر وانا اشهد انك رسول الله * وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الدلائل من حديث جابر بن عبد الله مثله * وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يصبح
(٢٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 ... » »»
الفهرست