الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٦٩
عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسأل الامارة فإنك ان أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وان أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فات الذي هو خير وكفر عن يمينك * وأخرج أبو داود والحاكم وصححه عن سعيد بن المسيب أن أخوين من الأنصار كان بينهما ميراث فسأل أحدهما صاحبه القسمة فقال إن عدت تسألني القسمة لم أكلمك أبدا وكل مالي في رتاج الكعبة فقال له عمر ان الكعبة لغنية عن مالك كفر عن يمينك وكلم أخاك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يمين ولا نذر في معصية الرب ولا في قطيعة الرحم وفيما لا تملك * وأخرج النسائي وابن ماجة عن مالك الجشمي قال قلت يا رسول الله يأتيني ابن عمى فاحلف ان لا أعطيه ولا أصله قال كفر عن يمينك * قوله تعال (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) * أخرج مالك في الموطأ ووكيع والشافعي في الام وعبد الرزاق والبخاري ومسلم وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه من طريق عن عائشة قالت أنزلت هذه الآية لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم في قول الرجل لا والله وبلى والله وكلا والله زاد ابن جرير يصل بها كلامه * وأخرج أبو داود وابن جرير وابن حبان وابن مردويه والبيهقي من طريق عطاء بن أبي رباح انه سئل عن اللغو في اليمين فقال قالت عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو كلام الرجل في يمينه كلا والله وبلى والله * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عائشة لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قالت هو القوم يتدارؤن في الامر يقول هذا لا والله ويقول هذا كلا والله يتدارؤن في الامر لا تعقد عليه قلوبهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عائشة قالت انما اللغو في المزاحة والهزل وهو قول الرجل لا والله وبلى والله فذاك لا كفارة فيه ان الكفارة فيما عقد عليه قلبه ان يفعله ثم لا يفعله * وأخرج ابن جرير عن الحسن قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوم ينتضلون ومع النبي صلى الله عليه وسلم رجل من أصحابه فرمى رجل من القوم فقال أصبت والله أخطأت والله فقال الذي مع النبي صلى الله عليه وسلم حنث الرجل يا رسول الله فقال كلا أيمان الرماة لغو لا كفارة فيها ولا عقوبة * وأخرج أبو الشيخ من طريق عطاء عن عائشة وابن عباس وابن عمر وانهم كانوا يقولون اللغو لا والله وبلى والله * وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال لغو اليمن لا والله وبلى والله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي من طريق طاوس عن ابن عباس قال لغو اليمن أن تحلف وأنت غضبان * وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي عن عائشة انها كانت تتأول هذه الآية لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم وتقول هو الشئ يحلف عليه أحدكم لا يريد منه الا الصدق فيكون على غير ما حلف عليه * وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال لغو اليمين حلف الانسان على الشئ يظن أنه الذي حلف عليه فإذا هو غير ذلك * وأخرج ابن جرير من طريق عطية العوفي عن ابن عباس قال اللغو أن يحلف الرجل على الشئ يراه حقا وليس بحق * وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قال هذا في الرجل يحلف على أمر اضرار أن يفعله أو لا يفعله فيرى الذي هو خير منه فامر الله أن يكفر يمينه ويأتي الذي هو خير قال ومن اللغو أيضا ان يحلف الرجل على أمر لا يرى فيه الصدق وقد أخطأ في ظنه فهذا الذي عليه الكفارة ولا اثم فيه * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قال لغو اليمين أن تحرم ما أحل الله لك فذلك ما ليس عليك فيه كفارة ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم قال ما تعمدت قلوبكم فيه المأثم فهذا عليك فيه الكفارة * وأخرج وكيع وعبد الرزاق وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم قال هو الرجل يحلف على المعصية يعنى أن لا يصلى ولا يصنع الخير * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم قال هو الرجل يحلف على الشئ ثم ينسى فلا يؤاخذه الله به ولكن يكفر * وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ من طريق قتادة عن سليمان بن يسار لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم قال الخطا غير العمد * وأخرج عبد بن حميد عن أبي قلابة في قول الرجل لا والله وبلى والله قال إنها لمن لغة العرب ليست بيمين * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم لا يؤاخذكم
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست