الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٦٤
في هذه الآيات لآيات لقوم يعقلون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء قال نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وإلهكم إله واحد لا إله الا هو الرحمن الرحيم فقال كفار قريش بمكة كيف يسع الناس إله واحد فأنزل الله ان في خلق السماوات والأرض إلى قوله لقوم يعقلون فبهذا يعلمون انه إله واحد وانه إله كل شئ وخالق كل شئ * قوله تعالى (واختلاف الليل والنهار) * أخرج أبو الشيخ في العظمة عن سلمان قال الليل موكل به ملك يقال له شراهيل فإذا حان وقت الليل أخذ خرزة سوداء فدلاها من قبل المغرب فإذا نظرت إليها الشمس وجبت في أسرع من طرفة عين وقد أمرت الشمس أن لا تغرب حتى ترى الخرزة فإذا غربت جاء الليل فلا تزال الخرزة معلقة حتى يجئ ملك آخر يقال هراهيل بخرزة بيضاء فيعلقها من قبل المطلع فإذا رآها شراهيل مد إليه خرزته وترى الشمس الخرزة لبيضاء فتطلع وقد أمرت أن لا تطلع حتى تراها فإذا طلعت جاء النهار * قوله تعالى (والفلك التي تجرى في البحر) * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله والفلك قال السفينة * قوله تعالى (وبث فيها من كل دابة) * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وبث فيها من كل دابة قال بث خلق * وأخرج الحاكم وصححه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقلوا الخروج إذا هدأت الرجل ان الله يبث من خلقه بالليل ما شاء * قوله تعالى (وتصريف الرياح) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وتصريف الرياح قال إذا شاء جعلها رحمة لواقح للسحاب ونشرا بين يدي رحمته وإذا شاء جعلها عذابا ريحا عقيما لا تلقح * وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب قال كل شئ في القرآن من الرياح فهي رحمة وكل شئ في القرآن من الريح فهو عذاب * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي بن كعب قال لا تسبوا الريح فإنها من نفس الرحمن قوله وتصريف الرياح والسحاب المسخر ولكن قولوا اللهم انا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به ونعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال الريح من روح الله فإذا رأيتموها فاسألوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبدة عن أبيها قال إن من الرياح رحمة ومنها رياح عذاب فإذا سمعتم الرياح فقولوا اللهم اجعلها رياح رحمة ولا تجعلها رياح عذاب * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال الماء والريح جندان من جنود الله والريح جند الله الأعظم * وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال الريح لها جناحان وذنب * وأخرج أبو عبيد وابن أبي الدنيا في كتاب المطر وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عمر وقال الرياح ثمان أربع منها رحمة وأربع عذاب فاما الرحمة فالناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات وأما العذاب فالعقيم والصرصر وهما في البر والعاصف والقاصف وهما في البحر * وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن عباس قال الريح ثمان أربع رحمة وأربع عذاب الرحمة المنتشرات والمبشرات والمرسلات والرخاء والعذاب العاصف والقاصف وهما في البحر والعقيم والصرصر وهما في البر * وأخرج أبو الشيخ عن عيسى بن أبي عيسى الخياط قال بلغنا ان الرياح سبع الصبا والدبور والجنوب والشمال والخروق والنكباء وريح القائم فاما الصبا فتجئ من المشرق وأما الدبور فتجئ من المغرب وأما الجنوب فيجئ عن يسار القبلة وأما الشمال فتجئ عن يمين القبلة وأما النكباء فبين الصبا والجنوب وأما الخروق فبين الشمال والدبور وأما ريح القائم فأنفاس الخلق * وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال جعلت الرياح على الكعبة فإذا أردت أن تعلم ذلك فأسند ظهرك إلى باب الكعبة فان الشمال عن شمالك وهي مما يلي الحجر والجنوب عن يمينك وهو مما يلي الحجر الأسود والصبا مقابلك وهي مستقبل باب الكعبة والدبور من دبر الكعبة * وأخرج ابن أبي حاتم عن حسين بن علي الجعفي قال سألت إسرائيل بن يونس عن أي شئ سميت الريح قال على القبلة شماله الشمال وجنوبه الجنوب والصبا ما جاء من قبل وجهها والدبور ما جاء من خلفها * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ضمرة بن حبيب قال الدبور الريح الغربية والقبول الشرقية والشمال الجنوبية واليمان القبلية والنكباء تأتى من الجوانب الأربع * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال الشمال ما بين الجدي والدبور ما بين مغرب الشمس إلى سهيل * وأخرج أبو الشيخ عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنوب من ريح الجنة * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»
الفهرست