الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٦٥
وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ريح الجنوب من الجنة وهي من اللواقح وفيها منافع للناس والشمال من النار تخرج فتمر بالجنة فتصيرها نفحة من الجنة فبردها من ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في مسنديهما والبخاري في تاريخه والبزار وأبو الشيخ عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله خلق في الجنة ريحا بعد الريح بسبع سنين من دونها باب مغلق وانما يأتيكم الروح من خلل ذلك الباب ولو فتح ذلك الباب لاذرت ما بين السماء والأرض وهي عند الله الا زيت وعندكم الجنوب * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال الجنوب سيدة الأرواح واسمها عند الله الأزيب ومن دونها سبعة أبواب وانما يأتيكم منها ما يأتيكم من خللها ولو فتح منها باب واحد لاذرت ما بين السماء والأرض * وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال الشمال ملح الأرض ولولا الشمال لانبثت الأرض * وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وأبو الشيخ في العظمة عن كعب قال لو احتبست الريح عن الناس ثلاثة أيام لأنتن ما بين السماء والأرض * وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن المبارك قال إن للريح جناحا وان القمر يأوى إلى غلاف من الماء * وأخرج أبو الشيخ عن عثمان الأعرج قال إن مساكن الرياح تحت أجنحة الكروبيين حملة العرش فتهيج فتقع بعجلة الشمس فتعين الملائكة على جرها ثم تهيج من عجلة الشمس فتقع في لبحر ثم تهيج في البحر فتقع برؤس الجبال ثم تهيج من رؤس الجبال فتقع في البر فاما الشمال فإنها تمر بجنة عدن فتأخذ من عرف طيبها ثم تأتى الشمال وحدها من كرسي بنات نعش إلى مغرب الشمس وتأتي الدبور وحدها من مغرب الشمس إلى مطلع الشمس إلى كرسي بنات نعش فلا تدخل هذه ولا هذه في حد هذه * وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال أخذت لنا الريح بطريق مكة وعمر حاج فاشتدت فقال عمر لمن حوله ما بلغكم في الريح فقلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الريح من روح الله تأتى بالرحمة وبالعذاب فلا تسبوها وسلوا الله من خيرها وعوذوا بالله من شرها * وأخرج الشافعي عن صفوان ابن سليم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الريح وعوذوا بالله من شرها * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس ان رجلا لعن الريح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعن الريح فإنها ما مورة وانه من لعن شيئا ليس له باهل رجعت اللعنة عليه * وأخرج الشافعي وأبو الشيخ والبيهقي في المعرفة عن ابن عباس قال ما هبت ريح قط الا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وقال اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا قال ابن عباس والله ان تفسير ذلك في كتاب الله أرسلنا عليهم ريحا صرصرا فأرسلنا عليهم الريح العقيم وقال أرسلنا الرياح لواقح وأرسلنا الرياح مبشرات * وأخرج الترمذي والنسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الريح فإنها من روح الله تعالى وسلوا الله خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به وتعوذوا بالله من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال هاجت ريح فسبوها فقال ابن عباس لا تسبوها فإنها تجئ بالرحمة وتجئ بالعذاب ولكن قولوا اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن عمر انه كان إذا عصفت الريح فدارت يقول شدوا التكبير فإنها مذهبة * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الليل والنهار ولا الشمس ولا القمر ولا الريح فإنها تبعث عذابا على قوم ورحمة على آخرين * قوله تعالى (والسحاب المسخر بين السماء والأرض) * أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر عن معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني قال رأيت ابن عباس سأل تبيعا ابن امرأة كعب هل سمعت كعبا يقول في السحاب شيئا قال نعم سمعته يقول إن السحاب غربال المطر لولا السحاب حين ينزل الماء من السماء لأفسد ما يقع عليه من الأرض قال وسمعت كعبا يذكر ان الأرض تنبت العام نباتا وتنبت عاما قابلا غيره وسمعته يقول إن البذر ينزل من السماء مع المطر فيخرج في الأرض قال ابن عباس صدقت وانا قد سمعت ذلك من كعب * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء قال السحاب تخرج من الأرض * وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن خالد بن معدان قال إن في الجنة شجرة تثمر السحاب فالسوداء منها الثمرة
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست