الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٦١
عن ابن عباس قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الله كتب عليكم السعي فاسعوا * وأخرج وكيع عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال سألت ابن عباس عن السعي بين الصفا والمروة قال فعله إبراهيم عليه السلام * وأخرج الطبراني والبيهقي عن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس تزعم قومك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة وان ذلك سنة قال صدقوا ان إبراهيم لما أمر بالمناسك اعترض عليه الشيطان عند المسعى فسابقه فسبقه إبراهيم * وأخرج الحاكم عن ابن عباس انه رآهم يطوفون بين الصفا والمروة فقال هذا مما أورثتكم أم إسماعيل * وأخرج الخطيب في تالي التلخيص عن سعيد بن جبير قال أقبل إبراهيم ومعه هاجر وإسماعيل عليهم السلام فوضعهم عند البيت فقالت آلله أمرك بهذا قال نعم قال فعطش الصبى فنظرت فإذا أقرب الجبال إليها الصفا فتبعت فرقت عليه فنظرت فلم تر شيئا ثم نظرت فإذا أقرب الجبال إليها المروة فنظرت فلم تر شيئا قال فهي أول من سعى بين الصفا والمروة ثم أقبلت فسمعت حفيفا أمامها قالت قد أسمع فان يكن عندك غياث فهلم فإذا جبريل أمامها يركض زمزم بعقبه فنبع الماء فجاءت بشئ لها تقري فيه الماء فقال لها تخافين العطش هذا بلد ضيفان الله لا تخافون العطش * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمى الجمار لإقامة ذكر الله لا لغيره * وأخرج الأزرقي عن أبي هريرة قال السنة في الطواف بين الصفا والمروة ان ينزل من الصفا ثم يمشى حتى يأتي بطن المسيل فإذا جاءه سعى حتى يظهر منه ثم يمشى حتى يأتي المروة * وأخرج الأزرقي من طريق مسروق عن ابن مسعود انه خرج إلى الصفا فقام إلى صدع فيه فلبى فقلت له ان ناسا ينهون عن الاهلال ههنا قال ولكني آمرك به هل تدرى ما الاهلال انما هي استجابة موسى لربه فلما أتى الوادي رمل وقال رب اغفر وارحم انك أنت الأعز الأكرم * وأخرج الطبراني والبيهقي في سننه عن ابن مسعود انه قام على الصدع الذي في الصفا وقال هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة * قوله تعالى (ومن تطوع خيرا) * أخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال في قراءة عبد الله ومن تطوع بخير * وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عمر انه كان يدعو على الصفا والمروة يكبر ثلاثا سبع مرات يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير لا إله إلا الله ولا نعبد الا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون وكان يدعو بدعاء كثير حتى يبطئنا وانا لشباب وكان من دعائه اللهم اجعلني ممن يحبك ويحب ملائكتك ويحب رسلك ويحب عبادك الصالحين اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك وإلى رسلك وإلى عبادك الصالحين اللهم يسرني لليسرى وجنبني للعسرى واغفر لي في الآخرة والأولى واجعلني من الأئمة المتقين ومن ورثة جنة النعيم واغفر لي خطيئتي يوم الدين اللهم انك قلت ادعوني أستجب لكم وانك لا تخلف الميعاد اللهم إذ هديتني للاسلام فلا تنزعه منى ولا تنزعني منه حتى توفاني على الاسلام وقد رضيت عنى اللهم لا تقدمني للعذاب ولا تؤخرني لسئ الفتن * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب قال من قدم منكم حاجا فليبدأ بالبيت فليطف به سبعا ثم ليصل ركعتين عند مقام إبراهيم ثم ليأت الصفا فليقم عليه مستقبل الكعبة ثم ليكبر سبعا بين كل تكبيرتين حمد الله وثناء عليه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويسأله لنفسه وعلى المروة مثل ذلك * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن ابن عباس قال ترفع الأيدي في سبعة مواطن إذا قام إلى الصلاة وإذا رأى البيت وعلى الصفا والمروة وفي عرفات وفي جمع وعند الجمرات * وأخرج الشافعي في الام عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ترفع الأيدي في الصلاة وإذا رأى البيت وعلى الصفا والمروة وعلى عرفات وبجمع وعند الجمرتين وعلى الميت * قوله تعالى (فان الله شاكر عليم) * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال لا شئ أشكر من الله ولا أجزى بخير من الله عز وجل * قوله تعالى (ان الذين يكتمون ما أنزلنا) الآية * أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال سأل معاذ بن جبل أخو بنى سلمة وسعد بن معاذ أخو بنى الأشهل وخارجة بن زيد أخو بلحرث بن الخزرج نفرا من أحبار يهود عن بعض ما في التوارة فكتموهم إياه وأبوا ان يخبروهم فأنزل الله فيهم ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى الآية * وأخرج عبد بن
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست