الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٦٣
لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن سلمان قال علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد والبخاري وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن أبي هريرة قال لولا آية في كتاب الله ما حدثت أحدا بشئ أبدا ثم تلا هذه الآية ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى الآية * وأخرج أبو داود في ناسخه عن ابن عباس في قوله ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى إلى قوله اللاعنون ثم استثنى فقال الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا الآية * وأخرج عبد بن حميد عن عطاء الا الذين تابوا وأصلحوا قال ذلك كفارة له * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة الا الذين تابوا وأصلحوا قال أصلحوا ما بينهم وبين الله وبينوا الذي جاءهم من الله ولم يكتموه ولم يجحدوا به * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله أتوب عليهم يعنى أتجاوز عنهم * قوله تعالى (وأنا التواب) * أخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن أبي زرعة عمرو بن جرير قال إن أول شئ كتب أنا التواب أتوب على من تاب * قوله تعالى (ان الذين كفروا) الآيتين * اخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال إن الكافر يوقف يوم القيامة فيلعنه الله ثم تلعنه الملائكة ثم يلعنه الناس أجمعون * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين قال يعنى بالناس أجمعين المؤمنين * وأخرج ابن جرير عن السدى في الآية قال لا يتلاعن اثنان مؤمنان ولا كافران فيقول أحدهما لعن الله الظالم الا رجعت تلك اللعنة على الكافر لأنه ظالم فكل أحد من الخلق يلعنه * وأخرج عبد بن حميد عن جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقرؤها أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين * وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله خالدين فيها يقول خالدين في جهنم في اللعنة وفي قوله ولا هم ينظرون يقول لا ينظرون فيعتذرون * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس في قوله ولا هم ينظرون قال لا يؤخرون * قوله تعالى (وإلهكم إله واحد) الآية * أخرج ابن أبى شيبة واحمد والدارمي وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجة وأبو مسلم الكجي في السنن وابن الضريس وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الايمان عن أسماء بنت يزيد بن السكن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله الا هو الرحمن الرحيم والم الله لا إله الا هو الحي القيوم * وأخرج الديلمي عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس شئ أشد على مردة الجن من هؤلاء الآيات التي في سورة البقرة وإلهكم إله واحد الآيتين * وأخرج ابن عساكر عن إبراهيم بن وثمة قال الآيات التي يدفع الله بهن من اللمم من لزمهن في كل يوم ذهب عنه ما يجد وإلهكم إله واحد الآية وآية الكرسي وخاتمة البقرة وان ربكم الله إلى المحسنين وآخر الحشر بلغنا أنهن مكتوبات في زوايا العرش وكان يقول اكتبوهن لصبيانكم من الفزع واللمم * قوله تعالى (ان في خلق السماوات والأرض) * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ادع الله ان يجعل لنا الصفا ذهبا نتقوى به على عدونا فأوحى الله إليه انى معطيهم فاجعل لهم الصفا ذهبا ولكن ان كفروا بعد ذلك عذبتهم عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فقال رب دعني وقومي فادعوهم يوما بيوم فأنزل الله هذه الآية ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجرى في البحر وكيف يسألونك الصفا وهم يرون من الآيات ما هو أعظم من الصفا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير قال سألت قريش اليهود فقالوا حدثونا عما جاءكم به موسى من الآيات فاخبروهم انه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله فقالت قريش عند ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهبا فنزداد به يقينا ونتقوى به على عدونا فسأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه فأوحى الله إليه انى معطيكم ذلك ولكن ان كذبوا بعد عذبتهم عذابا لم أعذبه أحدا من العالمين فقال ذرني وقومي فادعوهم يوما بيوم فأنزل الله عليه ان في خلق السماوات والأرض الآية فخلق الله السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار أعظم من أن أجعل الصفا ذهبا * وأخرج وكيع والفريابي وآدم بن أبي أياس وسعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي في شعب الايمان عن أبي الضحى قال لما نزلت وإلهكم إله واحد عجب المشركون وقالوا ان محمدا يقول وإلهكم إله واحد فليأتنا بآية ان كان من الصادقين فأنزل الله ان في خلق السماوات والأرض الآية يقول إن
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست