الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٦٩
ما أخذوا عليه من الاجر فهو نار في بطونهم * وأخرج الثعلبي بسند ضعيف عن ابن عباس قال سألت الملوك اليهود قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم ما الذي يجدون في التوراة قالوا انا نجد في التوراة ان الله يبعث نبيا من بعد المسيح يقال له محمد بتحريم الزنا والخمر والملاهي وسفك الدماء فلما بعث الله محمدا ونزل المدينة قالت الملوك لليهود هذا الذي تجدون في كتابكم فقالت اليهود طمعا في أموال الملوك ليس هذا بذاك النبي فأعطاهم الملوك الأموال فأنزل الله هذه الآية اكذابا لليهود * وأخرج الثعلبي بسند ضعيف عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في رؤساء اليهود وعلمائهم كانوا يصيبون من سفلتهم الهدايا والفضل وكانوا يرجون ان يكون النبي المبعوث منهم فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم من غيرهم خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم فعمدوا إلى صفة محمد فغيروها ثم أخرجوها إليهم وقالوا هذا نعت النبي الذي يخرج في آخر الزمان لا يشبه نعت هذا النبي فإذا نظرت السفلة إلى النعت المغير وجدوه مخالفا لصفة محمد فلم يتبعوه فأنزل الله ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب * قوله تعالى (أولئك الذين اشتروا) الآيتين * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى الآية قال اختاروا الضلالة على الهدى والعذاب على المغفرة فما أصبرهم على النار قال ما أجرأهم على عمل النار * وأخرج سفيان بن عيينة وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد في قوله فما أصبرهم على النار قال والله مالهم عليها من صبر ولكن يقول ما أجرأهم على النار * وأخرج ابن جرير عن قتادة فما أصبرهم قال ما أجرأهم على العمل الذي يقربهم إلى النار * وأخرج ابن جرير عن السدى في قوله فما أصبرهم على النار قال هذا على وجه الاستفهام يقول ما الذي أصبرهم على النار وفي قوله وان الذين اختلفوا في الكتاب قال هم اليهود والنصارى لفي شقاق بعيد قال في عداوة بعيدة * وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية قال اثنان ما أشدهما على من يجادل في القرآن ما يجادل في آيات الله الا الذين كفروا وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد * قوله تعالى (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب) * وأخرج ابن أبي حاتم وصححه عن أبي ذر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الايمان فتلا ليس البر ان تولوا وجوهكم حتى فرغ منها ثم سأله أيضا فتلاها ثم سأله فتلاها وقال وإذا عملت حسنة أحبها قلبك وإذا عملت سيئة أبغضها قلبك * وأخرج إسحاق بن راهويه في مسنده وعبد بن حميد وابن مردويه عن القاسم بن عبد الرحمن قال جاء رجل إلى أبي ذر فقال ما الايمان فتلا عليه هذه الآية ليس البر ان تولوا وجوهكم حتى فرغ منها فقال الرجل ليس عن البر سألتك فقال أبو ذر جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما سألتني فقرأ عليه هذه الآية فأبى ان يرضى كما أبيت ان ترضى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ادن فدنا فقال المؤمن إذا عمل الحسنة سرته رجاء ثوابها وإذا عمل السيئة أحزنته وخاف عقابها * وأخرج عبد الرزاق وابن راهويه وعبد بن حميد عن عكرمة قال سئل الحسن بن علي مقبله من الشام عن الايمان فقرأ ليس البر الآية * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة قال كانت اليهود تصلى قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت ليس البر ان تولوا وجوهكم الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ليس البر أن تولوا وجوهكم يعنى في الصلاة يقول ليس البر ان تصلوا ولا تعملوا فهذا حين تحول من مكة إلى المدينة ونزلت الفرائض وحد الحدود فامر الله بالفرائض والعمل بها * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال هذه الآية نزلت بالمدينة ليس البر ان تولوا وجوهكم يعنى الصلاة تبدل ليس البر أن تصلوا ولكن البر ما ثبت في القلب من طاعة الله * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ليس البر الآية قال ذكر لنا أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن البر فأنزل الله هذه الآية فدعا الرجل فتلاها عليه وقد كان الرجل قبل الفرائض إذا شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم مات على ذلك يرجى له في خير فأنزل الله ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب وكانت اليهود توجهت قبل المغرب والنصارى قبل المشرق ولكن البر من آمن بالله الآية * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال كانت اليهود تصلى قبل المغرب والنصارى قبل المشرق فنزلت ليس البر ان تولوا وجوهكم الآية * وأخرج أبو عبيد في فضائله والثعلبي من طريق هارون عن ابن مسعود وأبى بن كعب انهما قرآ ليس البر بان
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست