الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٥٩
* وأخرج الطبراني عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دفن ثلاثة فصبر عليهم واحتسب وجبت له الجنة فقالت أم أيمن واثنين قال واثنين قالت أو واحد فسكت ثم قال وواحد * وأخرج أحمد وابن قانع في معجم الصحابة وابن منده في المعرفة عن حوشب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات له ولد فصبر واحتسب قيل له ادخل الجنة بفضل ما أخذنا منك * وأخرج النسائي وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان عن أبي سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان لا إله الا لله والله أكبر وسبحان الله والحمد لله والولد الصالح يتوفى للمرء فيحتسبه * وأخرج ابن أبي الدنيا في العزاء والبيهقي عن أنس قال توفى ابن لعثمان بن مظعون فاشتد حزنه عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ان للجنة ثمانية أبواب وللنار سبعة أبواب أفما يسرك ان لا تأتى بابا منها الا وجدت ابنك إلى جنبك آخذا بحجزتك يشفع لك إلى ربك قال بلى قال المسلمون يا رسول الله ولنا في أفراطنا ما لعثمان قال نعم لمن صبر منكم واحتسب * وأخرج النسائي عن ابن عمر وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر واحتسب بثواب دون الجنة * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قسم الله العقل على ثلاثة أجزاء فمن كن فيه فهو العاقل ومن لم يكن فيه فلا عقل له حسن المعرفة بالله وحسن الطاعة لله وحسن الصبر لله * وأخرج ابن سعد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير انه مات ابنه عبد الله فخرج وهو مترجل في ثياب حسنة فقيل له في ذلك فقال قد وعدني الله على مصيبتين ثلاث خصال كل خصلة منها أحب إلى من الدنيا كلها قال الله الذين إذا أصابتهم مصيبة إلى قوله المهتدون أفأستكبن لها بعد هذا * قوله تعالى (ان الصفا والمروة من شعائر الله) الآية * أخرج مالك في الموطأ وأحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حرير وابن أبي داود وابن الأنباري في المصاحف معا وابن أبي حاتم والبيهقي في السنن عن عائشة ان عروة قال لها أرأيت قول الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما فما أرى على أحد جناحا ان لا يطوف بهما فقالت عائشة بئسما ما قلت يا ابن أختي انها لو كانت على ما أولتها كانت فلا جناح عليه ان لا يطوف بهما ولكنها انما نزلت ان الأنصار قبل ان يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها وكان من أهل لها يتحرج ان يطوف بالصفا والمروة فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله انا كنا نتحرج ان نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية فأنزل الله ان الصفا والمروة من شعائر الله الآية قالت عائشة ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما فليس لأحد ان يدع الطواف بهما * وأخرج عبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن أبي حاتم وابن السكن والبيهقي عن أنس انه سئل عن الصفا والمروة قال كنا نرى انهما من أمر الجاهلية فلما جاء الاسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله ان الصفا والمروة من شعائر الله * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة قالت نزلت هذه الآية في الأنصار كانوا في الجاهلية إذا أجرموا لا يحل لهم ان يطوفوا بين الصفا والمروة فلما قدمنا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ان الصفا والمروة من شعائر الله * وأخرج ابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال كانت الشياطين في الجاهلية تعزف الليل أجمع بين الصفا والمروة فكانت فيها آلهة لهم أصنام فلما جاء الاسلام قال المسلمون يا رسول الله لا نطوف بين الصفا والمروة فإنه شئ كنا نصنعه في الجاهلية فأنزل الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما يقول ليس عليه اثم ولكن له أجر * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس قال قالت الأنصار ان السعي بين الصفا والمروة من أمر الجاهلية فأنزل الله ان الصفا والمروة من شعائر الله الآية * وأخرج ابن جرير عن عمرو بن حبيش قال سألت ابن عمر عن قوله ان الصفا والمروة الآية فقال انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه أعلم من بقى بما أنزل على محمد فأتيته فسألته فقال إنه كان عندهما أصنام فلما أسلموا أمسكوا عن الطواف بينهما حتى أنزلت ان الصفا والمروة الآية * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ان الصفا والمروة من شعائر الله الآية وذلك أن ناسا تخرجوا أن يطوفوا بين الصفا والمروة فأخبر الله انهما من شعائره الطواف بينهما أحب إليه فمضت السنة بالطواف بينهما
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»
الفهرست