الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٦٠
* وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عامر الشعبي قال كان وثن بالصفا يدعى أساف ووثن بالمروة يدعى نائلة فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بالبيت يسعون بينهما ويمسحون الوثنين فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله ان الصفا والمروة انما كان يطاف بهما من أجل الوثنين وليس الطواف بهما من الشعائر فأنزل الله ان الصفا والمروة الآية فذكر الصفا من أجل الوثن الذي كان عليه وأثبت المروة من أجل الوثن الذي كان عليه 7 موثبا * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال قالت الأنصار انما السعي بين هذين الحجرين من عمل أهل الجاهلية فأنزل الله ان الصفا والمروة من شعائر الله قال من الخير الذي أخبرتكم عنه فلم يحرج من لم يطف بهما ومن تطوع خيرا فهو خير له فتطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت من السنن فكان عطاء يقول يبدل مكانه سبعين بالكعبة ان شاء * وأخرج ابن جرير عن قتادة قال كان ناس من أهل تهامة في الجاهلية لا يطوفون بين الصفا والمروة فأنزل الله ان الصفا والمروة من شعائر الله وكان من سنة إبراهيم وإسماعيل الطواف بينهما * وأخرج عبد بن حميد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه والبيهقي في سننه من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت كان رجال من الأنصار ممن كان يهل لمناة في الجاهلية ومناة صنم بين مكة والمدينة قالوا يا نبي الله انا كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيما لمناة فهل علينا من حرج أن نطوف بهما فأنزل الله ان الصفا والمروة من شعائر الله الآية قال عروة فقلت لعائشة ما أبالي ان لا أطوف بين الصفا والمروة قال الله فلا جناح عليه ان يطوف بهما فقلت يا ابن أختي ألا ترى انه يقول إن الصفا والمروة من شعائر الله قال الزهري فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام فقال هذا العلم قال أبو بكر ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يقولون لما أنزل الله الطواف بالبيت ولم ينزل الطواف بين الصفا والمروة قيل للنبي صلى الله عليه وسلم انا كنا نطوف في الجاهلية بين الصفا والمروة وان الله قد ذكر الطواف بالبيت ولم يذكر الطواف بين الصفا والمروة فهل علينا من حرج ان لا نطوف بهما فأنزل الله ان الصفا والمروة من شعائر الله الآية كلها قال أبو بكر فاسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كلاهما فيمن طاف وفيمن لم يطف * وأخرج وكيع وعبد الرزاق وعبد بن حميد ومسلم وابن ماجة وابن جرير عن عائشة قالت لعمري ما أتم الله حج من لم يسع بين الصفا والمروة ولا عمرته ولان الله قال إن الصفا والمروة من شعائر الله * وأخرج عبد بن حميد ومسلم عن أنس قال كانت الأنصار يكرهون السعي بين الصفا والمروة حتى نزلت هذه الآية ان الصفا والمروة من شعائر الله فالطواف بينهما تطوع * وأخرج أبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر وابن الأنباري عن ابن عباس انه كان يقرأ فلا جناح عليه ان يطوف بهما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عطاء قال في مصحف ابن مسعود فلا جناح عليه ان يطوف بهما * وأخرج ابن أبى داود في المصاحف عن حماد قال وجدت في مصحف أبى فلا جناح عليه ان يطوف بهما * وأخرج ابن أبي داود عن مجاهد انه كان يقرأ فلا جناح عليه ان يطوف بهما * وأخرج الطبراني في الأوسط عن ابن عباس انه قرأ فلا جناح عليه ان يطوف مثقلة فمن ترك فلا بأس * وأخرج سعيد بن منصور والحاكم وصححه عن ابن عباس انه أتاه رجل فقال ابدأ بالصفا قبل المروة وأصلي قبل ان أطوف أو أطوف قبل وأحلق قبل أن اذبح أو اذبح قبل ان أحلق فقال ابن عباس خذوا ذلك من كتاب الله فإنه أجدر ان يحفظ قال الله ان الصفا والمروة من شعائر الله فالصفا قبل المروة وقال لا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدى محله فالذبح قبل الحلق وقال طهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود والطواف قبل الصلاة * وأخرج وكيع عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس لم بدئ بالصفا قبل المروة قال لان الله قال إن الصفا والمروة من شعائر الله * وأخرج مسلم والترمذي وابن جرير والبيهقي في سننه عن جابر قال لما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصفا في حجته قال إن الصفا والمروة من شعائر الله ابدؤا بما بدأ الله به فبدأ بالصفا فرقى عليه * وأخرج الشافعي وابن سعد وأحمد وابن المنذر وابن قانع والبيهقي حنيثة بنت أبي بحر ان قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديه وهو وراءهم وهو يسعى حتى أرى ركبتيه من شدة السعي يدور به أزاره وهو يقول وسعوا فان الله عز وجل كتب عليكم السعي * وأخرج الطبراني
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست