الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٢٢
لأهل مكة وأنا أدعوك لأهل المدينة بمثل ما دعاك إبراهيم لأهل مكة * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة * وأخرج الأزرقي في تاريخ مكة والجندي عن محمد بن الأسود ان إبراهيم عليه السلام هو أول من نصب أنصاب الحرم أشار له جبريل إلى مواضعها * واخرج الجندي عن ابن عباس قال إن في السماء لحرما على قدر حرم مكة * واخرج الأزرقي والطبراني والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة لعنتهم وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والمتسلط بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله والتارك لسنتي والمستحل من عترتي ما حرم الله عليه والمستحل لحرم الله * وأخرج البخاري تعليقا وابن ماجة عن صفية بنت شيبة قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عام الفتح فقال يا أيها الناس ان الله تعالى حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض وهي حرام إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا يأخذ لقطتها الا منشد فقال العباس الا الإذخر فإنه للبيوت والقبور فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الإذخر * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والأزرقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة ان هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض والشمس والقمر ووضع هذين الأخشبين فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة وانه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولا يحل لأحد بعدي ولم يحل لي الا ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يختلى خلاها ولا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقطتها الا من عرفها قال العباس الا الإذخر فإنه لقينهم وبيوتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا الإذخر * وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة قال لما فتح الله على رسوله مكة قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الله حبس عن مكة الفيل وسلط عليها رسوله والمؤمنين وانما أحلت لي ساعة من النهار ثم هي حرام إلى يوم القيامة لا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها الا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما أن يفدى واما ان يقتل فقام رجل من أهل اليمن يقال له أبو شاه فقال له يا رسول الله اكتب لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتبوا لأبي شاه فقال العباس يا رسول الله الا الإذخر فإنه لقبورنا وبيوتنا فقال الا الإذخر * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة حرم حرمها الله لا يحل بيع رباعها ولا إجارة بيوتها * وأخرج الأزرقي في تاريخ مكة عن الزهري في قوله رب اجعل هذا بلدا آمنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الناس لم يحرموا مكة ولكن الله حرمها فهي حرام إلى يوم القيامة ان من أعتى الناس على الله رجل قتل في الحرم ورجل قتل غير قاتله ورجل أخذ بذحول الجاهلية * وأخرج الأزرقي عن قتادة قال ذكر لنا ان الحرم حرم بحياله إلى العرش * وأخرج الأزرقي عن مجاهد قال إن هذا الحرم حرم مناه من السماوات السبع والأرضين السبع وان هذا البيت رابع أربعة عشر بيتا في كل سماء بيت وفي كل أرض بيت ولو وقعن وقعن بعضهن على بعض * واخرج الأزرقي عن الحسن قال البيت بحذاء البيت المعمور وما بينهما بحذائه إلى السماء السابعة وما أسفل منه بحذائه إلى الأرض السابعة حرام كله * وأخرج الأزرقي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البيت المعمور الذي في السماء يقال له الضراح وهو على بناء الكعبة يعمره كل يوم سبعون ألف ملك لم تزره قط وان للسماء السابعة لحرما على منى حرم مكة * وأخرج ابن سعد والأزرقي عن ابن عباس قال أول من نصب أنصاب الحرم إبراهيم عليه السلام يريه ذلك جبريل عليه السلام فلما كان يوم الفتح بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم بن أسد الخزاعي فجدد ما رث منها * وأخرج الأزرقي عن حسين بن القاسم قال سمعت بعض أهل العلم يقول إنه لما خاف آدم على نفسه من الشيطان استعاذ بالله فأرسل الله ملائكة حفوا بمكة من كل جانب ووقفوا حواليها قال فحرم الله الحرم من حيث كانت الملائكة وقفت قال ولما قال إبراهيم عليه السلام ربنا أرنا مناسكنا نزل إليه جبريل فذهب به فأراه المناسك ووقفه على حدود الحرم فكان إبراهيم يرضم الحجارة وينصب الاعلام ويحثى عليها التراب فكان جبريل يقفه على الحدود قال وسمعت ان غنم إسماعيل كانت ترعى في الحرم ولا تجاوزه ولا تخرج فإذا بلغت منتهاه من ناحية رجعت صابة في الحرم * وأخرج الأزرقي عن عبيد
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست