الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٢٣
الله بن عبد الله بن عتبه قال إن إبراهيم عليه السلام نصب أنصاب الحرم يريه جبريل عليه السلام ثم لم تحرك حتى كان قصي فجددها ثم لم تحرك حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث عام الفتح تميم بن أسد الخزاعي فجددها * وأخرج البزار والطبراني عن محمد بن الأسود بن خلف عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم أمره ان يجدد أنصاب الحرم * وأخرج الأزرقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص انه قال أيها الناس ان هذا البيت لاق ربه فسائله عنكم الا فانظروا فيما هو سائلكم عنه من أمره الا واذكروا الله إذ كان أحدكم ساكنه لا تسفكون فيه دماء ولا تمشون فيه بالنميمة * وأخرج البزار عن عبد الله بن عمر وان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بنفر من قريش وهم جلوس بفناء الكعبة فقال انظروا ما تعملون فيها فإنها مسؤولة منكم فتخبر عن أعمالكم واذكروا إذ ساكنها من لا يأكل الربا ولا يمشى بالنميمة * وأخرج الأزرقي عن أبي نجيح قال لم يكن كبار الحيتان تأكل صغارها في الحرم زمن الغرق * وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن جويرية بن أسماء عن عمه قال حججت مع قوم فنزلنا منزلا ومعنا امرأة فانتبهت وحية عليها لا تضرها شيئا حتى دخلنا أنصاب الحرم فانسابت فدخلنا مكة فقضينا ونسكنا وانصرفنا حتى إذا كنا بالمكان الذي تطوقت عليها فيه الحية وهو المنزل الذي نزلنا فقامت فاستيقظت والحية منطوية عليها ثم صفرت الحية فإذا بالوادي يسيل علينا حياة فنهشنها حتى بقيت عظاما فقلت لجارية كانت لها ويحك أخبرينا عن هذه المرأة قال بغت ثلاث مرات كل مرة تلد ولدا فإذا وضعته سجرت التنور ثم ألقته فيه * وأخرج الأزرقي عن مجاهد قال من أخرج مسلما من ظله في حرم الله من غير ضرورة أخرجه الله من ظل عرشه يوم القيامة * وأخرج ابن أبي شيبة والأزرقي عن عبد الله بن الزبير قال إن كانت الأمة من بني إسرائيل لتقدم مكة فإذا بلغت ذا طوى خلعت نعالها تعظيما للحرم * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن مجاهد قال كان يحجج من بني إسرائيل مائة ألف فإذا بلغوا أنصاب الحرم خلعوا نعالهم ثم دخلوا الحرم حفاة * وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال كانت الأنبياء إذا أتت علم الحرم نزعوا نعالهم * وأخرج الأزرقي وابن عساكر عن ابن عباس قال حج الحواريون فلما دخلوا الحرم مشوا تعظيما للحرم * وأخرج الأزرقي عن عبد الرحمن بن سابط قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينطلق إلى المدينة استلم الحجر وقام وسط المسجد والتفت إلى البيت فقال انى لأعلم ما وضع الله في الأرض بيتا أحب إليه منك ومن في الأرض بلد أحب إليه منك وما خرجت عنك رغبة ولكن الذين كفروا هم أخرجوني * وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج من مكة أما والله انى لأخرج وأني لأعلم انك أحب البلاد إلى الله وأكرمها على الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت * وأخرج الترمذي والحاكم وصححاه والبيهقي في الشعب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة ما أطيبك من بلدة وأحبك إلى ولولا أن قومك أخرجوني ما سكنت غيرك * وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة والأزرقي والجندي عن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته واقف بالحزورة يقول لمكة والله انك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أخرجت منك ما خرجت * وأخرج الأزرقي عن ابن عباس قال كان بمكة حي يقال لهم العماليق فكانوا في عز وثروة وكثرة فكانت لهم أموال كثيرة من خيل وابل وماشية فكانت ترعى مكة وما حواليها من مر ونعمان وما حول ذلك فكانت الجرف عليهم مظلة والأربعة مغدقة والأروية بحال والعضاه ملتفة والأرض مبقلة فكانوا في عيش رخي فلم يزل بهم البغي والاسراف على أنفسهم بالظلم والجهار بالمعاصي والاضطهاد لمن قاربهم حتى سلبهم الله ذلك فنقصهم بحبس المطر وتسليط الجدب عليهم وكانوا يكرون بمكة الظل ويبيعون الماء فأخرجهم الله من مكة بالذي سلطه عليهم حتى خرجوا من الحرم فكانوا حوله ثم ساقهم الله بالجدب يضع الغيث امامهم ويسوقهم بالجدب حتى ألحقهم بمساقط رؤس آبائهم وكانوا قوما غرباء من حمير فلما دخلوا بلاد اليمن تفرقوا وهلكوا فأبدل الله الحرم بعدهم جرهم فكانوا سكانه حتى بغوا فيه واستخفوا بحقه فأهلكهم الله جميعا * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سابط قال كان الناس إذا كان الموسم بالجاهلية خرجوا فلم يبق أحد بمكة وانه تخلف رجل سارق فعمد إلى قطعة من ذهب ثم دخل ليأخذ أيضا فلما أدخل رأسه
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست