الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١٢٤
همزه البيت فوجدوا رأسه في البيت وإسته خارجه فألقوه للكلاب وأصلحوا البيت * وأخرج الأزرقي والطبراني عن حويطب بن عبد العزى قال كنا جلوسا بفناء الكعبة في الجاهلية فجاءت امرأة إلى البيت تعوذ به من زوجها فجاء زوجها فمد يده إليها فيبست يده فلقد رأيته في الاسلام وانه لأشل * وأخرج الأزرقي عن ابن جريج قال الحطيم ما بين الركن والمقام وزمزم والحجر وكان أساف ونائلة رجلا وامرأة دخلا الكعبة فقبلها فيها فمسخنا حجرين فأخرجا من الكعبة فنصب أحدهما في مكان زمزم ونصب الآخر في وجه الكعبة ليعتبر بهما الناس ويزدجروا عن مثل ما ارتكبا فسمى هذا الموضع الحطيم لان الناس كانوا يحطمون هنالك بالايمان ويستجاب فيه الدعاء على الظالم للمظلوم فقل من دعا هنالك على ظالم الا هلك وقل من حلف هنالك آثما الا عجلت عليه العقوبة وكان ذلك يحجز بين الناس عن الظلم وينهب الناس الايمان هنالك فلم يزل ذلك كذلك حتى جاء الله بالاسلام فاخر الله ذلك لما أراد إلى يوم القيامة * وأخرج الأزرقي عن أيوب بن موسى ان امرأة كانت في الجاهلية معها ابن عم لها صغير تكسب عليه فقالت له يا بنى انى أغيب عنك وإني أخاف عليك ان يظلمك ظالم فان جاءك ظالم بعدي فان لله بمكة بيتا لا يشبهه شئ من البيوت ولا يقاربه مفاسد وعليه ثياب فان ظلمك ظالم يوما فعذبه فان له ربا يسمعك قال فجاءه رجل فذهب به فاسترقه فلما رأى الغلام البيت عرف الصفة فنزل يشتد حتى تعلق بالبيت وجاءه سيده فمد يده إليه ليأخذه فيبست يده فمد الأخرى فيبست فاستفتى في الجاهلية فأفتي بنحر عن كل واحدة من يديه بدنة ففعل فانطلقت له يداه وترك الغلام وخلى سبيله * وأخرج الأزرقي عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث قال غدا رجل من بنى كنانة من هذيل في الجاهلية على ابن عم له يظلمه واضطهده فناشده بالله والرحم فأبى الا ظلمه فلحق بالحرم فقال اللهم إني أدعوك دعاء جاهد مضطر على فلان ابن عمى لترمينه بداء لا دواء له قال ثم انصرف فيجد ابن عمه قد رمى في بطنه فصار مثل الرق فما زالت تنتفخ حتى اشتق قال عبد المطلب فحدثت هذا الحديث ابن عباس فقال انا رأيت رجلا دعا على ابن عم له بالعمى فرأيته يقاد أعمى * وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الايمان عن عمر بن الخطاب انه قال يا أهل مكة اتقوا الله في حرمكم هذا أتدرون من كان ساكن حرمكم هذا من قبلكم كان فيه بنو فلان فأحلوا حرمته فهلكوا وبنو فلان فأحلوا حرمته فهلكوا حتى عد ما شاء الله ثم قال والله لان أعمل عشر خطايا بغيره أحب إلى من أن أعمل واحدة بمكة * وأخرج الجندي عن طاوس قال إن أهل الجاهلية لم يكونوا يصيبون في الحرم شيئا الا عجل لهم ويوشك ان يرجع الامر إلى ذلك * وأخرج الأزرقي والجندي وابن خزيمة عن عمر بن الخطاب انه قال لقريش انه كان ولاة هذا البيت قبلكم طسم فاستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم الله ثم ولى بعدهم جرهم فاستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم الله فلا تهاونوا به وعظموا حرمته * وأخرج الأزرقي والجندي عن عمر بن الخطاب قال لان أخطئ سبعين خطيئة مزكية أحب إلى من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة * وأخرج الجندي عن مجاهد قال تضعف بمكة السيئات كما تضعف الحسنات * وأخرج الأزرقي عن ابن جريج قال بلغني ان الخطيئة بمكة مائة خطيئة والحسنة على نحو ذلك * وأخرج أبو بكر الواسطي في فضائل بيت المقدس عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن مكة بلد عظمه الله وعظم حرمته خلق مكة وحفها بالملائكة قبل ان يخلق شيئا من الأرض يومئذ كلها بألف عام ووصل المدينة ببيت المقدس ثم خلق الأرض كلها بعد ألف عام خلقا واحدا * قوله تعالى (وارزق أهله من الثمرات) * أخرج الأزرقي عن محمد بن المنكدر عن النبي صلى الله عليه وسلم لما وضع الله الحرم نقل له الطائف من فلسطين * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد ابن مسلم الطائفي قال بلغني انه لما دعا إبراهيم للحرم وأرزق أهله من الثمرات نقل الله الطائف من فلسطين * وأخرج ابن أبي حاتم والأزرقي عن الزهري قال إن الله نقل قرية من قرى الشام فوضعها بالطائف لدعوة إبراهيم عليه السلام * وأخرج الأزرقي عن سعيد بن المسيب بن يسار قال سمعت بعض ولد نافع بن جبير بن مطعم وغيره يذكرون انهم سمعوا أنه لما دعا إبراهيم بمكة ان يرزق أهله من الثمرات نقل الله أرض الطائف من الشام فوضعها هنالك رزقا للحرم * وأخرج الأزرقي عن محمد بن كعب القرظي قال دعا إبراهيم للمؤمنين وترك الكفار لم يدع لهم بشئ فقال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير * وأخرج سفيان بن عيينة
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست