الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ١ - الصفحة ١١٦
وابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الايمان عن عكرمة قال كان إبراهيم خليل الرحمن يكنى أبا الضيفان وكان لقصره أربعة أبواب لكي لا يفوته أحد * وأخرج البيهقي عن عطاء قال كان إبراهيم خليل الله عليه السلام إذا أراد أن يتغدى طلب من يتغدى معه إلى ميل * وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان والخطيب في تاريخه والديلمي في مسند الفردوس والغسولي في جزئه المشهور واللفظ له عن تميم الداري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن معانقة الرجل الرجل إذا هو لقيه قال كانت تحية الأمم وفى لفظ كانت تحية أهل الايمان وخالص ودهم وان أول من عانق خليل الرحمن فإنه خرج يوما يرتاد لماشيته في جبال من جبال بيت المقدس إذ سمع صوت مقدس بقدس الله تعالى فذهل عما كان يطلب فقصد قصد الصوت فإذا هو بشيخ طوله ثمانية عشر ذراعا أهلب يوحد الله عز وجل فقال له إبراهيم يا شيخ من ربك قال الذي في السماء قال من رب الأرض قال الذي في السماء قال فيها رب غيره قال ما فيها رب غيره لا إله الا هو وحده قال إبراهيم فأين قبلتك قال إلى الكعبة فسأله عن طعامه فقال أجمع من هذه الثمرة في الصيف فآكله في الشتاء قال هل بقى معك أحد من قومك قال لا قال أين منزلك قال تلك المغارة قال اعبر بنا إلى بيتك قال بيني وبينها واد لا يخاض قال فكيف تعبره فقال أمشى عليه ذاهبا وأمشي عليه جائيا قال انطلق بنا فلعل الذي ذلله لك يذلله لي فانطلقا حتى انتهيا فمشيا جميعا عليه كل واحد منهما يعجبه من صاحبه فلما دخلا المغارة فإذا بقبلته قبلة إبراهيم قال له إبراهيم أي يوم خلق الله أشد قال الشيخ ذلك اليوم الذي يضع كرسيه للحساب يوم تسعر جهنم لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الاخر يهمه نفسه قال له إبراهيم ادع الله يا شيخ أن يؤمني وإياك من هول ذلك اليوم قال الشيخ وما تصنع بدعائي ولى في السما دعوة محبوسة منذ ثلاث سنين قال إبراهيم ألا أخبرك ما حبس دعاءك قال بلى قال إن الله عز وجل إذا أحب عبدا احتبس مسألته يحب صوته ثم جعل له على كل مسالة ذخرا لا يخطر على قلب بشر وإذا أبغض الله عبدا عجل له حاجته أو ألقى الأياس في صدره ليقبض صوته فما دعوتك التي هي في السماء محبوسة قال مر بي ههنا شاب في رأسه ذؤابة منذ ثلاث سنين ومعه غنم قلت لمن هذه قال لخليل الله إبراهيم قلت اللهم ان كان لك في الأرض خليل فأرنيه قبل خروجي من الدنيا قال له إبراهيم عليه السلام قد أجيبت دعوتك ثم اعتنقا فيومئذ كان أصل المعانقة وكان قبل ذلك السجود هذا لهذا وهذا لهذا ثم جاء الصفاح مع الاسلام فلم يسجد ولم يعانق ولن تفترق الأصابع حتى يغفر لكل مصافح * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن كعب قال قال إبراهيم عليه السلام إنني ليحزنني أن لا أرى أحدا في الأرض يعبدك غيري فأنزل الله إليه ملائكة يصلون معه ويكونون معه * وأخرج أحمد وأبو نعيم عن نوف البكالي قال قال إبراهيم عليه السلام يا رب انه ليس في الأرض أحد يعبدك غيري فأنزل الله عز وجل ثلاثة آلاف ملك فأمهم ثلاثة أيام * وأخرج ابن سعد عن الكلبي قال إبراهيم عليه السلام أول من أضاف الصيف وأول من ثرد الثريد وأول من رأى الشيب وكان قد وسع عليه في المال والخدم * وأخرج ابن أبي شيبة عن السدى قال أول من ترد التريد إبراهيم عليه السلام * وأخرج الديلمي عن نبيط بن شريط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من اتخذ الخبز المبلقس إبراهيم عليه السلام * وأخرج أحمد في الزهد عن مطرف قال أول من راغم إبراهيم عليه السلام حين راغم قومه إلى الله بالدعاء * وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف واللفظ له والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن ابن عباس قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أول الخلائق يلقى بثوب يعنى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام * وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال يحشر الناس عراة حفاة فأول من يلقى بثوب إبراهيم * وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عبيد بن عمير قال يحشر الناس حفاة عراة فيقول الله ألا أرى خليلي عريانا فيكسى إبراهيم عليه السلام ثوبا أبيض فهو أول من يكسى * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن عبد الله بن الحرث قال أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام قبطيتين ثم يكسى النبي صلى الله عليه وسلم حلة الحيرة وهو على يمين العرش * وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي والنسائي عن أنس قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا خير البرية قال ذاك إبراهيم * وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي صالح قال انطلق إبراهيم عليه السلام يمتار فلم يقدر على الطعام فمر بسهلة
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست