وقوله تعالى تبين له قال أعلم " أخبرنا قال هو أعلم أن الله على كل شئ قدير وهذا عندي ليس بإقرار بما كان قبل ينكره كما زعم الطبري بل هو قول بعثه الاعتبار كما يقول الانسان المؤمن إذا رأى شيئا غريبا من قدرة الله لا إله إلا الله ونحو هذا وأما قراءة حمزة والكسائي قال اعلم موصولة الألف ساكنة الميم فتحتمل وجهين أحدهما قال الملك له أعلم وقد قرأ ابن مسعود والأعمش قيل أعلم والوجه الثاني أن ينزل نفسه منزلة المخاطب الأجنبي المنفصل أي قال لنفسه أعلم وأمثلة هذا كثيرة قوله تعالى قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولو تؤمن قال بلى " الآية قال جمهور العلماء أن إبراهيم عليه السلام لم يكن شاكا في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم نحن أحق بالشك من إبراهيم فمعناه أن لو كان شك لكنا نحن أحق به ونحن لا نشك فإبراهيم عليه
(٥١١)