ولما كان الإيمان مما ينطق به اللسان ويعتقده القلب حسن في الصفات سميع من أجل النطق وعليم من أجل المعتقد قوله سبحانه ولي الذين آمنوا " الآية الولي من ولي فإذا لازم أحدا أحدا بنصره ووده واهتباله وكان فهو وليه هذا عرفه لفة ولفظ اية مترتب في الناس جميعا وذلك أن من آمن منهم فالله وليه أخرجه من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان ومن كفر بعد وجود الرسول صلى الله عليه وسلم فشيطانه ومغويه أخرجه من الإيمان إذ هو معد وأهل للدخول فيه ولفظ الطاغوت في هذه الآية يقتضي أنه اسم جنس ولذلك قال أولياؤهم بالجمع إذ هي أنواع قوله تعالى تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه " الآية ألم تر تنبيه وهي رؤية القلب والذي حاج إبراهيم هو نمروذ بن كنعان ملك زمانه وصاحب النار والبعوضة قاله مجاهد وغيره قال قتادة هو أول من تجبر وهو صاحب الصرح ببابل قيل أنه ملك الدنيا بأجمعها وهو أحد الكافرين والآخر بخت نصر وقيل أن النمروذ الذي حاج إبراهيم هو نمرود بن فالخ وفي قصص هذه
(٥٠٦)