الرسائل الفقهية - الوحيد البهبهاني - الصفحة ١٩١
بحالها، وأضبط، ولذا صار ثقة الإسلام عند الخاصة والعامة، ومع ذلك ألف " الكافي " في عرض عشرين سنة وفي السياحة في البلدان، وأحاط بكل بلد كان فيه أصل من تلك الأصول، وحقق، ووفق [في] الأخذ والانتخاب.
وأيضا، لو كانت كما ذكره، لكان الصدوق ذكره في " الفقيه " الذي صنفه لمن لا يحضره الفقيه، وقال في أوله ما قال، بل لم يذكرها في كتاب من كتب فتاواه أصلا، بل وأظهر في الكل غاية الإظهار بعدم تحريم الجمع، وعدم كراهته أيضا على حسب ما نبهناك عليه، سيما كتاب " الخصال " (1).
بل عرفت أنه لم يذكرها في كتابه " العلل " في باب النكاح، بل ولا في نوادر النكاح، وهذا ينادي بأنه فهم منها معنى آخر، كما سنذكر عن خالي العلامة المجلسي، بل عرفت أن عادته ذكر عنوان لما اعتمد عليه، ولم يذكر لها عنوانا أصلا.
وما ذكره من أن الصدوق لم يردها ولم يوجهها، وأن هذا دليل على قوله بمضمونها وفتواه بظاهرها لأنه في مقام كذا ومقام كذا فعل كذا، أي تعرض للرد أو التوجيه.
ففيه، ما عرفت من أنه (رحمه الله) كغيره في مقامات لا تحصى أورد روايات ظاهرة في الوجوب ومتضمنة لما هو حقيقة فيه، بل ربما كانت في غاية الظهور، مع أن مراده الاستحباب قطعا، ولم يتعرض لتوجيه أصلا، وكذا أورد روايات ظاهرة في الجبر (2)، أو التشبيه وجسمية الرب (3)، أو كونه في سمت (4)، أو عدم

(١) الخصال للصدوق: ٢ / ٥٣٢، وقد مر في الصفحة ٣ من هذه الرسالة.
(2) لاحظ! التوحيد للصدوق: 357 الحديث 5.
(3) التوحيد للصدوق: 357 الحديث 4 و 390 الحديث 1 و 100 الحديث 10 و 152 الحديث 10.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست