الرسائل الفقهية - الوحيد البهبهاني - الصفحة ١٩٣
عنه، ومن ذلك قول الصدوق في أول " الفقيه "، وقول الشيخ، وغيرهما.
[و] في كتابه " العلل " أيضا ذكر أخبارا كثيرة لا تحصى، غير قائل بظاهرها قطعا، بل وربما لم يقل ببعضها أصلا، ومع ذلك لم يذكر (1) توجيه لها أصلا..
مثل: ما روى في باب علة الخلق " أن الله تعالى قال لآدم (عليه السلام): تكلم، فإن روحك روحي وطبيعتك من خلاف كينونتي - إلى أن قال تعالى - خالفت بين صورهم - أي صور أولاد آدم - وأجسامهم وألوانهم وأعمارهم وأرزاقهم وطاعتهم ومعصيتهم، فجعلت منهم السعيد والشقي ".. إلى آخر الحديث (2).
وكله في غاية الإشكال.
مثل ما ذكر وروى أيضا فيه الحديث المشكل المشهور المتضمن لقوله تعالى: " ما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في قبض نفس المؤمن - إلى قوله - ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا " (3) الحديث.
وروى في " العلل ": " أن إدريس النبي (عليه السلام) كان إحدى أذنيه أعظم من الأخرى " (4).
إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة، ولم يتعرض لتوجيه، ولا لرد أصلا، بل أظهر في مقامات متعددة منه أن كتابه ليس كتاب فتواه والعمل، بل كل رواية تضمنت علة (5) أذكرها، فلاحظ وتأمل.

(١) في النسخ: (أن يذكر)، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه.
(٢) علل الشرائع: ١ / ١٠ الحديث ٤.
(٣) علل الشرائع: ١ / ١٢ الحديث ٧، وفيه: (ما ترددت في شئ أنا فاعله مثل ترددي..).
(٤) علل الشرائع: ١ / 27 الحديث 1.
(5) في النسخ الخطية: (تضمنت بمثله)، والظاهر أن الصحيح ما أثبتناه.
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست