تعالى: * (ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم) * والصحيح في تفسير الآية ما قاله ابن عباس وهو محمول على النهي عن فسخهما لغير عذر أو قصد صحيح وليست هذه الآية بداخلة في المنسوخ أصلا.
ذكر الآية الحادية والعشرين:
قوله تعالى: * (ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدى محله) * ذكر بعض المفسرين أن هذا الكلام اقتضى تحريم حلق الشعر سواء وجد به أذى أو لم يوجد ولم يزل الأمر على ذلك حتى رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عجرة والقمل يتناثر على وجهه فقال: " أتجد شاة "؟ فقال: لا فنزلت: * (فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك) * والمعنى: فحلق ففدية. فاقتضى هذا الكلام إباحة حلق الشعر عند الأذى مع الفدية وصار ناسخا لتحريمه المتقدم.
قلت: وفي هذا بعد من وجهين:
الأول: أنه يحتاج ان يثبت أن نزول قوله: * (فمن كان منكم مريضا) * تأخر عن نزول أول الآية ولا يثبت هذا والظاهر نزول الآية في مرة بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم أتجد شاة والشاة هي النسك المذكور في قوله: * (أو نسك) *.
والثاني: إنا لو قدرنا نزول متأخرا فلا يكون نسخا لأنه قد بان بذكر العذر أن الكلام الأول لمن لا عذر له فصار التقدير: ولا تحلقوا رؤوسكم إلا أن يكون منكم مريض أو من يؤذيه هوامه فلا ناسخ ولا منسوخ.