من قصرك في طولي في قصرك، جاء منا رجلان مستويان كان مجاهد أبيض الرأس واللحية، وكان يكره الخضاب بالسواد، وما كان يتختم.
أخلاقه كان مجاهد دائم التفكير متواضعا، قال الأعمش كنت إذا رأيت مجاهدا ازدريته، مبتذلا كأنه خربندج قد ضل حماره وهو مهتم. فإذا نطق خرج من فيه اللؤلؤ، والرواية الأخرى تبين سبب اهتمامه وقلقه، قال الأعمش كنت إذا رأيت مجاهدا تراه مغموما، فقيل له في ذلك فقال أخذ عبد الله، يعنى ابن عباس، بيدي ثم قال أخذ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بيدي وقال لي يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل كان مجاهد مولى لبني مخزوم وكان يخدم مولاه، وعن مجاهد أنه قال كنت أقود مولاي السائب وهو أعمى فيقول يا مجاهد دلكت الشمس؟ فإذا قلت نعم قام فصلى الظهر