وكان مجاهد كاسمه مجاهدا يتجهز للغزو ويقاتل في سبيل الله وإعلاء كلمة الله كان مجاهد لا يصر على قوله السابق وكان يستعد لتغيير رأيه إذا بان له مغمز الرأي الأول أو جاءه من البينة والعلم ما لم يأته قبل أو رأى في الأمر رأيا جديدا لم يخطر بباله من قبل فقد روي عن منصور قال سألت مجاهدا فقلت أرأيت دعاء أحدنا يقول اللهم إن كان اسمي من السعداء بأثبته فيهم وإن كان في الأشقياء فامحه منهم واجعله في السعداء فقال حسن ثم أتيته بعد ذلك بحول أو أكثر من ذلك فسألته عن ذلك فقال إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم يقضي في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء فأما كتاب الشقاء والسعادة فهو ثابت لا يغير كان مجاهد شديد الرغبة إلى معرفة ما لم يتبين له من تفسير الآيات روي أنه قال لو أعلم من يفسر لي الآية والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم إلى قوله فما استمتعتم به منهن إلى آخر الآية من سورة النساء: 24، لضربت إليه أكباد الإبل كان مجاهد يرعى أدب القرآن ويقول إذا تثاءبت وأنت تقرأ القرآن فأمسكت عن القرآن تعظيما حتى يذهب تثاؤبك وكان
(٤١)