مجاهد في السجن:
ولما خلع عبد الرحمن بن الأشعث الحجاج في العراق خلع معه العسكر وجماعة من العلماء والقراء والحفاظ ومن أكابر التابعين كالإمام الشعبي وإبراهيم النخعي وسعيد بن جبير وغيرهم وذلك من سنة 80 إلى سنة 83 من الهجرة ولما انهزم ابن الأشعث انتشر حماته ومشايعوه واختفى العلماء والأئمة وتوجه أكثرهم إلى مكة وكانوا يستخفون فلا يخبرون أحدا أسماءهم وكما يرى القارئ فيما بعد كان مجاهد في هذه الجماعة وكان إذ ذلك عمر بن عبد العزيز على مكة وكان يعرض عن هذه الجماعة ولا يزعجهم فلما ناب خالد بن عبد الله القسري مناب عمر بن عبد العزيز أخرج من كان بمكة من أهل العراق كرها وكتب الحجاج إلى الوليد أن أهل النفاق والشقاق قد لجأوا إلى مكة فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي فيهم فكتب الوليد إلى خالد وكان إذ ذاك واليا على مكة أن يقبض عليهم ويرسلهم إلى الحجاج فقبض خالد على عطاء وسعيد بن جبير ومجاهد وطلق بن حبيب وعمرو بن دينار فأما عمرو بن دينار وعطاء فأرسلا لأنهما مكيان وأما الآخرون فبعث بهم إلى الحجاج فمات طلق في الطريق وحبس مجاهد حتى مات الحجاج (سية ست وتسعين) وقتل سعيد بن جبير