وفي بعض المواضع يقدم تفسيره عليم تفسير ابن عباس كما يظهر من تفسير الآية ولا تتبعوا السبل وللطبري أسلوب خاص في تفسيره فهو يكتب الآية أو الآيات ويفسرها أولا بما عنده من علم القرآن وفهمه ثم يأتي بالأحاديث والآثار والأقوال التفسيرية فيأخذ بعضها ويرد بعضها على طريقته الخاصة ويتكلم فيها كلام المحدث المفسر الفقيه اللغوي الخبير بأساليب اللغة وقواعدها وبوجوه التفسير والتأويل وله منهج خاص في تقديم رأي على رأي وتفضيل معنى على معنى فكثيرا ما نراه يتفق مع مجاهد ولا يخالفه إلا في مواضع قليلة وكل بعد ذلك بعد أن ينتقد الأقوال انتقادا علميا سليما ويروي الطبري عن مجاهد في نسخ الآية قولا ثم يرد عليه وينتقد الطبري قول مجاهد في قوله تعالى راعنا أنه بمعنى خلافا ويعلق عليه أما قوله بمعنى خلاقا فما لا يعقل في كلام العرب لأن راعيت في كلام العرب إنما هو على أحد وجهين أحدهما بمعنى فاعلت من الرعية وهي الرقبة والكلاءة والآخر بمعنى
(٢٦)