تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٨٣
مكة محرمة بتحريم الله لم تحل لاحد كان قبلي ولم تحل لي إلا ساعة من نهار وهي محرمة إلى أن تقوم الساعة لا يختلى خلاها، ولا يقطع شجرها ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد.
ثم قال: ألا لبئس جيران النبي كنتم لقد كذبتم وطردتم وأخرجتم وآذيتم ثم ما رضيتم حتى جئتموني في بلادي تقاتلونني فاذهبوا فأنتم الطلقاء فخرج القوم فكأنما أنشروا من القبور ودخلوا في الاسلام، وكان الله سبحانه أمكنه من رقابهم عنوة فكانوا له فيئا فلذلك سمي أهل مكة الطلقاء.
وجاء ابن الزبعرى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسلم وقال:
يا رسول الاله إن لساني * راتق ما فتقت إذ أنا بور (1) إذ أباري (2) الشيطان في سنن (3) * الغي ومن مال ميله مثبور آمن اللحم والعظام لربي * ثم نفسي الشهيد أنت النذير قال: وعن ابن مسعود قال: دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الفتح وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: " جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ".
وعن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فامر بها فأخرجت وصورة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وفي أيديهما الأزلام فقال صلى الله عليه وآله وسلم قاتلهم الله أما والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط.
أقول: والروايات حول قصة الفتح كثيرة من أراد استقصاءها فعليه بكتب السير وجوامع الاخبار وما تقدم كالملخص منها.
(سورة تبت مكية وهي خمس آيات) بسم الله الرحمن الرحيم تبت يدا أبي لهب وتب - 1. ما أغنى

(1) النور: الهالك.
(2) المباراة: المباهاة.
(3) السنن: وسط الطريق.
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»
الفهرست