تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٨٢
من هؤلاء يا أبا الفضل؟ قلت: هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار فقال: يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما، فقلت: ويحك إنها النبوة فقال: نعم إذا.
وجاء حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأسلما وبايعاه فلما بايعاه بعثهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين يديه إلى قريش يدعوانهم إلى الاسلام وقال: من دخل دار أبي سفيان وهي بأعلى مكة فهو آمن، ومن دخل دار حكيم وهي بأسفل مكة فهو آمن، ومن أغلق بابه وكف يده فهو آمن.
ولما خرج أبو سفيان وحكيم من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عامدين إلى مكة بعث في اثرهما الزبير بن العوام وأمره على خيل المهاجرين وأمره أن يغرز رايته بأعلى مكة بالحجون وقال له: لا تبرح حتى آتيك ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة وضربت هناك خيمته، وبعث سعد بن عبادة في كتيبة الأنصار في مقدمته، وبعث الخالد بن الوليد فيمن كان أسلم من قضاعة وبني سليم وأمره أن يدخل أسفل مكة ويغرز رايته دون البيوت.
وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جميعا أن يكفوا أيديهم ولا يقاتلوا إلا من قاتلهم، وأمرهم بقتل أربعة نفر عبد الله بن سعد بن أبي سرح والحويرث بن نفيل وابن خطل ومقبس بن ضبابة وأمرهم بقتل قينتين كانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة فقتل علي عليه السلام الحويرث بن نفيل وإحدى القينتين وأفلتت الأخرى، وقتل مقبس بن ضبابة في السوق، وأدرك ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا فقتله.
قال: وسعى أبو سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخذ غرزه أي ركابه فقبله ثم قال:
بأبي أنت وأمي أما تسمع ما يقول سعد إنه يقول:
اليوم يوم الملحمة * اليوم تسبى الحرمة فقال صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: أدركه وخذ الراية منه وكن أنت الذي يدخل بها وأدخلها إدخالا رفيقا فأخذها علي عليه السلام وأدخلها كما أمر.
ولما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة دخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم وأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووقف قائما على باب الكعبة فقال: لا إله إلا الله وحده وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ألا إن كل مال أو مأثرة ودم يدعى فهو تحت قدمي هاتين إلا سدانة الكعبة وسقاية الحاج فإنهما مردودتان إلى أهليهما، ألا إن
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»
الفهرست