تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٧٨
نعيت إليك نفسك يا رسول الله فقال: إنه لكما تقول فعاش بعدها سنتين ما رؤي بعدها ضاحكا مستبشرا.
أقول: وروي هذا المعنى في عدة روايات بألفاظ مختلفة وقيل في وجه دلالتها أن سياقها يلوح إلى فراغه " ص " مما عليه من السعي والمجاهدة وتمام امره، وعند الكمال يرقب الزوال.
وفيه عن أم سلمة قالت: كان رسول الله " ص " بالآخرة لا يقوم ولا يقعد ولا يجئ ولا يذهب إلا قال: سبحان الله وبحمده استغفر الله وأتوب إليه فسألناه عن ذلك فقال : إني أمرت بها ثم قرء " إذا جاء نصر الله والفتح ".
أقول: وفي هذا المعنى غير واحد من الروايات مع اختلاف ما فيما كان يقوله " ص ".
وفي العيون باسناده إلى الحسين بن خالد قال: قال الرضا عليه السلام سمعت أبي يحدث عن أبيه عليهما السلام ان أول سورة نزلت " بسم الله الرحمن الرحيم اقرأ باسم ربك " وآخر سورة نزلت " إذا جاء نصر الله ".
أقول: لعل المراد به أنها آخر سورة نزلت تامة كما قيل.
وفي المجمع في قصة فتح مكة: لما صالح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشا عام الحديبية كان في أشراطهم أنه من أحب أن يدخل في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل فيه فدخلت خزاعة في عقد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودخلت بنو بكر في عقد قريش، وكان بين القبيلتين شر قديم.
ثم وقعت فيما بعد بين بني بكر وخزاعة مقاتلة ورفدت قريش بني بكر بالسلاح وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفيا، وكان ممن أعان بني بكر على خزاعة بنفسه عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو.
فركب عمرو بن سالم الخزاعي حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المدينة وكان ذلك مما هاج فتح مكة فوقف عليه وهو في المسجد بين ظهراني القوم وقال:
لا هم إني ناشد (1) محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا (2) إن قريشا أخلفوك الموعدا * ونقضوا ميثاقك المؤكدا وقتلونا ركعا وسجدا

(1) الناشد: الطالب والذكور.
(2) الا تلد: القديم.
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 ... » »»
الفهرست