تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٧٩
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حسبك يا عمرو ثم قام فدخل دار ميمونة وقال: اسكبي لي ماء فجعل يغتسل وهو يقول: لا نصرت إن لم أنصر بني كعب وهم رهط عمرو بن سالم ثم خرج بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبروه بما أصيب منهم ومظاهرة قريش بني بكر عليهم ثم انصرفوا راجعين إلى مكة وقد كان صلى الله عليه وآله وسلم قال للناس: كأنكم بأبي سفيان قد جاء ليشدد العقد ويزيد في المدة وسيلقي بديل بن ورقاء فلقوا أبا سفيان بعسفان وقد بعثته قريش إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليشدد العقد.
فلما لقي أبو سفيان بديلا قال: من أين أقبلت يا بديل قال: سرت في هذا الساحل وفي بطن هذا الوادي قال: ما أتيت محمدا؟ قال: لا فلما راح بديل إلى مكة قال أبو سفيان: لئن كان جاء من المدينة لقد علف بها النوى فعمد إلى مبرك ناقته وأخذ من بعرها ففته فرأى فيها النوى فقال: أحلف بالله لقد جاء بديل محمدا.
ثم خرج أبو سفيان حتى قدم إلى رسول الله " ص " فقال: يا محمد أحقن دماء قومك وأجر بين قريش وزدنا في المدة فقال: أغدرتم يا أبا سفيان؟ قال: لا فقال:
فنحن على ما كنا عليه فخرج فلقي أبا بكر فقال: أجر بين قريش قال: ويحك وأحد يجير على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ثم لقي عمر بن الخطاب فقال له مثل ذلك ثم خرج فدخل على أم حبيبة فذهب ليجلس على الفراش فأهوت إلى الفراش فطوته فقال: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عني؟ فقالت: نعم هذا فراش رسول الله " ص " ما كنت لتجلس عليه وأنت رجس مشرك.
ثم خرج فدخل على فاطمة عليها السلام فقال: يا بنت سيد العرب تجيرين بين قريش وتزيدين في المدة فتكونين أكرم سيدة في الناس؟ فقالت: جواري جوار رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: أتأمرين ابنيك أن يجيرا بين الناس؟ قالت: والله ما بلغ ابناي أن يجيرا بين الناس وما يجير على رسول الله " ص " أحد فقال: يا أبا الحسن إني أرى الأمور قد اشتدت علي فانصحني فقال علي عليه السلام: إنك شيخ قريش فقم على باب المسجد واجر بين قريش ثم الحق بأرضك قال: وترى ذلك مغنيا عني شيئا؟ قال:
لا والله ما أظن ذلك ولكن لا أجد لك غير ذلك فقام أبو سفيان في المسجد فقال: يا أيها الناس إني قد اجرت بين قريش ثم ركب بعيره فانطلق.
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 374 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست