تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٩٤
كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا " الفرقان: 9.
يدفعه ان مرادهم بالمسحور والمجنون بفساد العقل بالسحر واما تأثره عن السحر بمرض يصيبه في بدنه ونحوه فلا دليل على مصونيته منه.
وفي المجمع وروي ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان كثيرا ما يعوذ الحسن والحسين عليهما السلام بهاتين السورتين.
وفيه عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنزلت علي آيات لم ينزل مثلهن المعوذتان، أورده في الصحيح.
أقول: وأسندها في الدر المنثور إلى الترمذي والنسائي وغيرهما أيضا، وروى ما في معناه أيضا عن الطبراني في الأوسط عن ابن مسعود، ولعل المراد من عدم نزول مثلهن انهما في العوذة فقط ولا يشاركهما في ذلك غيرهما من السور.
وفي الدر المنثور أخرج أحمد والبزار والطبراني وابن مردويه من طرق صحيحة عن ابن عباس وابن مسعود انه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول: لا تخلطوا القرآن بما ليس منه إنهما ليستا من كتاب الله إنما أمر النبي ان يتعوذ بهما، وكان ابن مسعود لا يقرء بهما.
أقول: ثم قال السيوطي قال البزار: ولم يتابع ابن مسعود أحد من الصحابة وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قرء بهما في الصلاة وقد أثبتتا في المصحف انتهى.
وفي تفسير القمي باسناده عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام إن ابن مسعود كان يمحو المعوذتين من المصحف. فقال: كان أبي يقول: انما فعل ذلك ابن مسعود برأيه وهو [هماظ] من القرآن.
أقول: وفي هذا المعنى روايات كثيرة من طرق الفريقين على أن هناك تواترا قطعيا من عامة المنتحلين بالاسلام على كونهما من القرآن، وقد استشكل بعض المنكرين لاعجاز القرآن أنه لو كان معجزا في بلاغته لم يختلف في كون السورتين من القرآن مثل ابن مسعود، وأجيب بأن التواتر القطعي كاف في ذلك على أنه لم ينقل عنه أحد انه قال بعدم نزولهما على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو قال بعدم كونهما معجزتين في بلاغتهما بل قال بعدم كونهما جزء من القرآن وهو محجوج بالتواتر.
وفى الدر المنثور أخرج ابن جرير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الفلق جب في جهنم مغطى.
أقول: وفي معناه غير واحد من الروايات في بعضها: قال صلى الله عليه وآله وسلم: باب في النار إذ
(٣٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 » »»
الفهرست