والجملة لا تخلو من دلالة على أن ولد فاطمة عليها السلام ذريته صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا في نفسه من ملاحم القرآن الكريم فقد كثر الله تعالى نسله بعده كثرة لا يعادلهم فيها أي نسل آخر مع ما نزل عليهم من النوائب وأفنى جموعهم من المقاتل الذريعة.
قوله تعالى: " فصل لربك وانحر " ظاهر السياق في تفريع الامر بالصلاة والنحر على الامتنان في قوله: " إنا أعطيناك الكوثر " انه من شكر النعمة والمعنى إذا مننا عليك بإعطاء الكوثر فاشكر لهذه النعمة بالصلاة والنحر.
والمراد بالنحر على ما رواه الفريقان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن علي عليه السلام وروته الشيعة عن الصادق عليه السلام وغيره من الأئمة هو رفع اليدين في تكبير الصلاة إلى النحر.
وقيل: معنى الآية صل لربك صلاة العيد وانحر البدن، وقيل: يعني صل لربك واستو قائما عند رفع رأسك من الركوع وقيل غير ذلك.
قوله تعالى: " إن شانئك هو الأبتر " الشانئ هو المبغض والأبتر من لا عقب له وهذا الشانئ هو العاصي بن وائل.
وقيل: المراد بالأبتر المنقطع عن الخير أو المنقطع عن قومه، وقد عرفت أن روايات سبب نزول السورة لا تلائمه وستجيئ.
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج البخاري وابن جرير والحاكم من طريق أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال: الكوثر الخير الذي أعطاه إياه قال أبو بشر قلت لسعيد ابن جبير فإن ناسا يزعمون أنه نهر في الجنة قال: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه.
وفيه أخرج ابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه السورة على النبي صلى الله عليه وسلم " إنا أعطيناك الكوثر " قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما هذه النحيرة التي أمرني بها ربي؟ قال: إنها ليست بنحيرة ولكن يأمرك إذا تحرمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع فإنها صلاتنا وصلاة الملائكة الذين في السماوات السبع، وإن لكل شئ زينة وزينة الصلاة رفع اليدين عند كل تكبيرة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: رفع اليدين من الاستكانة التي قال الله: " فما استكانوا لربهم