تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٧٣
منهم أبو سفيان بن حرب والوليد بن المغيرة وعثمان بن الحارث والنضر بن الحارث بن كلدة والعاصي بن وائل كلهم يزعم أنك ابنه فغلبهم عليك من بين قريش ألأمهم حسبا وأخبثهم منصبا وأعظمهم بغية.
ثم قمت خطيبا وقلت: أنا شانئ محمد وقال العاصي بن وائل: إن محمدا رجل أبتر لا ولد له فلو قد مات انقطع ذكره فأنزل الله تبارك وتعالى: " إن شانئك هو الأبتر " الحديث.
وفي تفسير القمي " إنا أعطيناك الكوثر " قال: الكوثر نهر في الجنة أعطى الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عوضا عن ابنه إبراهيم.
أقول: الخبر على ارساله واضماره معارض لسائر الروايات وتفسير الكوثر بنهر في الجنة لا ينافي التفسير بالخير الكثير كما تقدم في خبر ابن جبير.
(سورة الكافرون مكية وهي ست آيات) بسم الله الرحمن الرحيم قل يا أيها الكافرون - 1. لا أعبد ما تعبدون - 2. ولا أنتم عابدون ما أعبد - 3. ولا أنا عابد ما عبدتم - 4. ولا أنتم عابدون ما أعبد - 5. لكم دينكم ولي دين - 6.
(بيان) فيها أمره صلى الله عليه وآله وسلم أن يظهر للكفار براءته من دينهم ويخبرهم بامتناعهم من دينه فلا دينه يتعداه إليهم ولا دينهم يتعداهم إليه فلا يعبد ما يعبدون أبدا ولا يعبدون ما يعبد أبدا فلييأسوا من أي نوع من المداهنة والمساهلة.
واختلفوا في كون السورة مكية أو مدنية، والظاهر من سياقها أنها مكية.
قوله تعالى: " قل يا أيها الكافرون " الظاهر أن هؤلاء قوم معهودون لا كل كافر ويدل على ذلك أمره صلى الله عليه وآله وسلم أن يخاطبهم ببراءته من دينهم وامتناعهم من دينه.
قوله تعالى: " لا أعبد ما تعبدون " الآية إلى آخر السورة مقول القول، والمراد بما
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»
الفهرست