تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٦٩
وفي الخصال عن علي عليه السلام في حديث الأربعمائة قال: ليس عمل أحب إلى الله عز وجل من الصلاة فلا يشغلنكم عن أوقاتها شئ من أمور الدنيا فإن الله عز وجل ذم أقواما فقال: " الذين هم عن صلاتهم ساهون " يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها.
وفي الكافي باسناده عن محمد بن الفضيل قال: سألت عبدا صالحا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " الذين هم عن صلاتهم ساهون " قال هو التضييع.
أقول: وفي هذه المضامين روايات أخر.
وفي الدر المنثور أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب " الذين هم يراؤن " قال: يراؤن بصلاتهم.
وفيه أخرج أبو نعيم والديلمي وابن عساكر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله " ويمنعون الماعون " قال: ما تعاون الناس بينهم الفاس والقدر والدلو وأشباهه.
وفي الكافي باسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال. وقوله عز وجل: " ويمنعون الماعون " هو القرض تقرضه والمعروف تصنعه ومتاع البيت تعيره ومنه الزكاة.
أقول: وتفسير الماعون بالزكاة مروي من طرق أهل السنة أيضا عن علي عليه السلام كما في الدر المنثور ولفظه: الماعون الزكاة المفروضة يراؤن بصلاتهم ويمنعون زكاتهم.
وفي الدر المنثور أخرج ابن قانع عن علي بن أبي طالب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المسلم أخو المسلم إذا لقيه حياه بالسلام ويرد عليه ما هو خير منه لا يمنع الماعون قلت: يا رسول الله ما الماعون؟ قال صلى الله عليه وسلم: الحجر والحديد والماء وأشباه ذلك.
أقول: وقد فسر صلى الله عليه وآله وسلم في رواية أخرى الحديد بقدور النحاس وحديد الفاس والحجر بقدور الحجارة.
(سورة الكوثر مكية وهي ثلاث آيات) بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر - 1. فصل لربك وانحر - 2. إن شانئك هو الأبتر - 3.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»
الفهرست