تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٣٣٦
القيمة - 5. إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية - 6. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية - 7. جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه - 8.
(بيان) تسجل السورة رسالة محمد صلى الله عليه وآله وسلم لعامة أهل الكتاب والمشركين وبعبارة أخرى للمليين وغيرهم وهم عامة البشر فتفيد عموم الرسالة وأنها مما كانت تقتضيه السنة الإلهية - سنة الهداية - التي تشير إليها أمثال قوله تعالى: " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " الانسان: 3، وقوله: " وإن من أمة إلا خلا فيها نذير " فاطر: 24، وتحتج على عموم دعوته صلى الله عليه وآله وسلم بأنها لا تتضمن إلا ما يصلح المجتمع الانساني من الاعتقاد والعمل على ما سيتضح إن شاء الله.
والسورة تحتمل المكية والمدنية وإن كان سياقها بالمدنية أشبه.
قوله تعالى: " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة " ظاهر الآيات - وهي في سياق يشير إلى قيام الحجة على الذين كفروا بالدعوة الاسلامية من أهل الكتاب والمشركين وعلى الذين أوتوا الكتاب حينما بدا فيهم الاختلاف - أن المراد هو الإشارة إلى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من مصاديق الحجة البينة القائمة على الناس التي تقتضي قيامها السنة الإلهية الجارية في عباده فقد كانت توجب مجئ البينة إليهم كما أوجبته من قبل ما تفرقوا في دينهم.
وعلى هذا فالمراد بالذين كفروا في الآية هم الكافرون بالدعوة النبوية الاسلامية من أهل الكتاب والمشركين، و " من " في قوله: " من أهل الكتاب " للتبعيض لا للتبيين، وقوله:
" والمشركين " عطف على " أهل الكتاب " والمراد بهم غير أهل الكتاب من عبدة الأصنام وغيرهم.
(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست