تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٧٠
الاختيار، وقيل: الخطاب للكفار، والكلام على أي حال مسوق للعتاب والالتفات لتأكيده.
قوله تعالى: " والآخرة خير وأبقى " عد الآخرة أبقى بالنسبة إلى الدنيا مع أنها باقية أبدية في نفسها لان المقام مقام الترجيح بين الدنيا والآخرة ويكفي في الترجيح مجرد كون الآخرة خيرا وأبقى بالنسبة إلى الدنيا وان قطع النظر عن كونها باقية أبدية.
قوله تعالى: " ان هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى " الإشارة بهذا إلى ما بين في قوله: " قد أفلح من تزكى " إلى تمام أربع آيات، وقيل: هذا إشارة إلى مضمون قوله: " والآخرة خير وأبقى ".
قيل: وفي ابهام الصحف ووصفها بالتقدم أولا ثم بيانها وتفسيرها بصحف إبراهيم وموسى ثانيا ما لا يخفى من تفخيم شأنها وتعظيم أمرها.
(بحث روائي) في تفسير العياشي عن عقبة بن عامر الجهني قال: لما نزلت: " فسبح باسم ربك العظيم " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اجعلوها في ركوعكم، ولما نزل " سبح اسم ربك الاعلى " قال: اجعلوها في سجودكم.
أقول: ورواه أيضا في الدر المنثور عن أحمد وأبي داود وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه عن عقبة عنه صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي تفسير القمي " سبح اسم ربك الاعلى " قال: قل: سبحان ربي الاعلى " الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى " قال: قدر الأشياء بالتقدير الأول ثم هدى إليها من يشاء.
وفيه في قوله تعالى: " والذي أخرج المرعى " قال: أي النبات. وفي قوله:
" غثاء أحوى " قال: يصير هشيما بعد بلوغه ويسود.
وفي الدر المنثور اخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستذكر القرآن مخافة ان ينساه فقيل له: كفيناك ذلك ونزلت: " سنقرئك فلا تنسى ".
وفي الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وحل: " قد أفلح من تزكى " قال قال:
من أخرج الفطرة قيل له: و " ذكر اسم ربه فصلى " قال: خرج إلى الجبانة (1) فصلى.

(1) الجبانة: الصحراء.
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست