25. ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا - 26. إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون ورائهم يوما ثقيلا - 27. نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا - 28. إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا - 29. وما تشاؤن إلا أن يشاء الله أن الله كان عليما حكيما - 30. يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما - 31.
(بيان) لما وصف جزاء الأبرار وما قدر لهم من النعيم المقيم والملك العظيم بما صبروا في جنب الله وجه الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمره بالصبر لحكم ربه وأن لا يطيع هؤلاء الآثمين والكفار المحبين للعاجلة المتعلقين بها المعرضين عن الآخرة من المشركين وسائر الكفار والمنافقين وأهل الأهواء، وأن يذكر اسم ربه ويسجد له ويسبحه مستمرا عليه ثم عمم الحكم لامته بقوله: " إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا ".
فهذا وجه اتصال الآيات بما قبلها وسياقها مع ذلك لا يخلو من شبه بالسياقات المكية وعلى تقدير مكيتها فصدر السورة مدني وذيلها مكي.
قوله تعالى: " إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا " تصدير الكلام بإن وتكرار ضمير المتكلم مع الغير والآتيان بالمفعول المطلق كل ذلك للتأكيد، ولتسجيل أن الذي نزل من القرآن نجوما متفرقة هو من الله سبحانه لم يداخله نفث شيطاني ولا هو نفساني.
قوله تعالى: " فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا " تفريع على ما هو لازم مضمون الآية السابقة فإن لازم كون الله سبحانه هو الذي نزل القرآن عليه أن يكون ما في القرآن من الحكم حكم ربه يجب أن يطاع فالمعنى إذا كان تنزيله منا فما فيه من الحكم حكم ربك فيجب عليك أن تصبر له فاصبر لحكم ربك.