تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ١٣٧
أقول: معنى الحديث الأول انه لم يكن في علم الناس ولا فيمن يذكرونه فيما بينهم، ومعنى الثاني انه كان في علم الله ولم يكن مذكورا عند الناس.
وفي تفسير القمي أيضا في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى " أمشاج نبتليه " قال: ماء الرجل والمرأة اختلطا جميعا.
وفي الكافي باسناده عن حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عز وجل، " إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا " قال: إما آخذ فهو شاكر وإما تارك فهو كافر.
أقول: ورواه القمي في تفسيره باسناده عن ابن أبي عمير عن أبي جعفر عليه السلام مثله وفي التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله عليه السلام ما يقرب منه ولفظه:
عرفناه إما آخذا وإما تاركا.
وفي الدر المنثور أخرج أحمد وابن المنذر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على الفطرة حتى يعبر عنه لسانه فإذا عبر عنه لسانه إما شاكرا وإما كفورا والله تعالى اعلم.
وفي أمالي الصدوق باسناده عن الصادق عن أبيه عليهما السلام في حديث، " عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا " قال: هي عين في دار النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنين " يوفون بالنذر " يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجاريتهم " ويخافون يوما كان شره مستطيرا " يقول عابسا كلوحا " ويطعمون الطعام على حبه " يقول: على شهوتهم للطعام وايثارهم له " مسكينا " من مساكين المسلمين و " يتيما " من يتامى المسلمين و " أسيرا " من أسارى المشركين.
ويقولون إذا أطعموهم: " انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا " قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله باضمارهم يقولون: لا نريد جزاء تكافؤننا به ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا انما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.
وفي الدر المنثور اخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه عن الحسن قال: كان الأسارى مشركين يوم نزلت هذه الآية " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست