وقيل: الفاعل ضمير مستتر راجع إليه تعالى واللام مزيدة، والمعنى أولاك الله ما تكرهه، أو غير مزيدة والمعنى أدناك الله مما تكرهه.
وقيل: معناه الذم أولى لك من تركه إلا أنه حذف وكثر في الكلام حتى صار بمنزلة الويل لك وصار من المحذوف الذي لا يجوز إظهاره.
وقيل: المعنى أهلكك الله هلاكا أقرب لك من كل شر وهلاك.
وقيل: أولى أفعل تفضيل بمعنى الأحرى، وخبر لمبتدء محذوف يقدر كما يليق بمقامه فالتقدير هنا النار أولى لك أي أنت أحق بها وأهل لها فأولى.
وهي وجوه ضعيفة لا تخلو من تكلف والوجه الأخير قريب مما قدمنا وليس به.
قوله تعالى: " أيحسب الانسان ان يترك سدى " مختتم فيه رجوع إلى ما في مفتتح السورة من قوله: " أيحسب الانسان أن لن نجمع عظامه ".
والاستفهام للتوبيخ، والسدي المهمل، والمعنى أيظن الانسان ان يترك مهملا لا يعتنى به فلا يبعث بإحيائه بعد الموت ولازمه ان لا يكلف ولا يجزى.
قوله تعالى: " ألم يك نطفة من مني يمنى " اسم كان ضمير راجع إلى الانسان، وإمناء المني صبه في الرحم.
قوله تعالى: " ثم كان علقة فخلق فسوى " أي ثم كان الانسان - أو المني - قطعة من دم منعقد فقدره فصوره بالتعديل والتكميل.
قوله تعالى: " فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى " أي فجعل من الانسان الصنفين:
الذكر والأنثى.
قوله تعالى: " أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى " احتجاج على البعث الذي ينكرونه استبعادا له بعموم القدرة وثبوتها على الخلق الابتدائي والإعادة لا تزيد على الابتداء مؤنة بل هي أهون، وقد تقدم الكلام في تقريب هذه الحجة في تفسير الآيات المتعرضة لها مرارا.
(بحث روائي) في الدر المنثور أخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج