مختصرة ومطولة، وفي بعضها أنها بعد الغروب تصعد سماء سماء حتى تصل إلى ما دون العرش فتسجد وتستأذن في الطلوع وتبقى على ذلك حتى تكسى نورا ويؤذن لها في الطلوع.
والرواية إن صحت فهي مؤولة.
وفي روضة الكافي بإسناده عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق الشمس قبل القمر وخلق النور قبل الظلمة.
وفي المجمع روى العياشي في تفسيره بالاسناد عن الأشعث بن حاتم قال: كنت بخراسان حيث اجتمع الرضا والفضل بن سهل والمأمون في الايوان بمرو فوضعت المائدة فقال الرضا عليه السلام: إن رجلا من بني إسرائيل سألني بالمدينة فقال: النهار خلق قبل أم الليل؟ فما عندكم؟ قال: وأداروا الكلام فلم يكن عندهم في ذلك شئ.
فقال الفضل للرضا: أخبرنا بها أصلحك الله. قال: نعم من القرآن أم من الحساب قال له الفضل من جهة الحساب فقال: قد علمت يا فضل أن طالع الدنيا السرطان والكواكب في مواضع شرفها فزحل في الميزان والمشترى في السرطان والمريخ في الجدي والشمس في الحمل والزهرة في الحوت وعطارد في السنبلة والقمر في الثور فتكون الشمس في العاشر وسط السماء فالنهار قبل الليل، ومن القرآن قوله تعالى: " ولا الليل سابق النهار " أي الليل قد سبقه النهار.
أقول: نقل الآلوسي في روح المعاني هذا الحديث ثم قال: وفي الاستدلال بالآية بحث ظاهر، وأما بالحساب فله وجه في الجملة ورآى المنجمون أن ابتداء الدورة دائرة نصف النهار وله موافقة لما ذكر والذي يغلب على الظن عدم صحة الخبر من مبتدئه فالرضا أجل من أن يستدل بالآية على ما سمعت من دعواه انتهى.
وقد اختلط عليه الامر في تحصيل حقيقة معنى الليل والنهار.
توضيحه: أن الليل والنهار متقابلان تقابل العدم والملكة كالعمى والبصر فكما أن العمى ليس مطلق عدم البصر حتى يكون الجدار مثلا أعمى لعدم البصر فيه بل هو عدم البصر مما من شأنه أن يتصف بالبصر كالانسان كذلك الليل ليس هو مطلق عدم النور بل هو زمان عدم استضاءة ناحية من نواحي الأرض بنور الشمس ومن المعلوم أن