" أنفقوا مما رزقكم الله " بعنوان أنه مما يشاؤه الله ويريده حكما دينيا فردوه بأن إرادة الله لا تتخلف عن مراده فلو شاء أن يطعمهم أطعمهم أي وسع في رزقهم وجعلهم أغنياء.
وهذه مغالطة منهم خلطوا فيه بين الإرادة التشريعية المبنية على الابتلاء والامتحان وهداية العباد إلى ما فيه صلاح حالهم في دنياهم وآخرتهم ومن الجائز أن تتخلف عن المراد بالعصيان، وبين الإرادة التكوينية التي لا تتخلف عن المراد ومن المعلوم أن مشيئة الله وإرادته المتعلقة بإطعام الفقراء والانفاق عليهم من المشيئة التشريعية دون التكوينية فتخلفها في مورد الفقراء إنما يدل على عصيان الذين كفروا وتمردهم عما أمروا به لا على عدم تعلق الإرادة به وكذب مدعيه.
وهذه مغالطة بنوا عليها جل ما افتعلوه من سنن الوثنية وقد حكى الله سبحانه ذلك عنهم في قوله: " وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ " النحل: 35، وقوله: " سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ " الانعام: 148، وقوله:
" وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم " الزخرف: 20.
وقوله: " إن أنتم إلا في ضلال مبين " من تمام قول الذين كفروا يخاطبون به المؤمنين أي إنكم في ضلال مبين في دعواكم أن الله أمرنا بالانفاق وشاء منا ذلك.
(بحث روائي) في المجمع روي عن علي بن الحسين زين العابدين وأبي جعفر الباقر وجعفر الصادق عليهم السلام " لا مستقر لها " بنصب الراء.
وفي الدر المنثور أخرج سعيد بن منصور وأحمد البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن أبي ذر قال:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: " والشمس تجري لمستقر لها " قال:
مستقرها تحت العرش.
أقول: وقد روي هذا المعنى عن أبي ذر عنه صلى الله عليه وآله وسلم من طرق الخاصة والعامة