وينجو الفلك بذلك فساهموا وقارعوا فيما بينهم فأصابت يونس عليه السلام فألقوه في البحر فابتلعه الحوت ونجت السفينة.
ثم أن الله سبحانه حفظه حيا سويا في بطنه أياما وليالي ويونس عليه السلام يعلم أنها بلية ابتلاه الله بها مؤاخذة بما فعل وهو ينادي في بطنه أن " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ".
فاستجاب الله له فأمر الحوت أن يلفظه فنبذه بالعراء وهو سقيم فأنبت الله سبحانه عليه شجرة من يقطين يستظل بأوراقها ثم لما استقامت حاله أرسله إلى قومه فلبوا دعوته وآمنوا به فمتعهم الله إلى حين.
والأخبار الواردة من طرق أئمة أهل البيت عليه السلام على كثرتها وبعض الاخبار من طرق أهل السنة مشتركة المتون في قصة يونس عليه السلام على النحو الذي يستفاد من الآيات وإن اختلفت في بعض الخصوصيات الخارجة عن ذلك (1).
2 - قصته عند أهل الكتاب: هو عليه السلام مذكور باسم يوناه بن إمتاي في مواضع من العهد القديم وكذا في مواضع من العهد الجديد أشير في بعضها إلى قصة لبثه في بطن الحوت لكن لم تذكر قصته الكاملة في شئ منهما.
ونقل الآلوسي في روح المعاني في قصته عند أهل الكتاب ويؤيده ما في بعض كتبهم من إجمال (2) القصة:
أن الله أمره بالذهاب إلى دعوة أهل نينوى (3) وكانت إذ ذاك عظيمة جدا لا يقطع إلا في نحو ثلاثة أيام وكانوا قد عظم شرهم وكثر فسادهم، فاستعظم الامر وهرب إلى ترسيس (4) فجاء يافا (5) فوجد سفينة يريد أهلها الذهاب بها إلى ترسيس فاستأجر وأعطى