مستقبلين لهم " سلام عليكم " أنتم في سلام مطلق لا يلقاكم إلا ما ترضون " طبتم " ولعله تعليل لاطلاق السلام " فادخلوها خالدين " فيها. وهو أثر طيبهم.
قوله تعالى: " وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض " إلى آخر الآية. القائلون هم المتقون والمراد بالوعد ما تكرر في كلامه تعالى وفيما أوحي إلى سائر الأنبياء من وعد المتقين بالجنة قال: " للذين اتقوا عند ربهم جنات " آل عمران: 15 وقال: " إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم " القلم: 34، كذا قيل، وقيل: المراد بالوعد الوعد بالبعث والثواب.
ولا يبعد أن يراد بالوعد الوعد بإيراث الجنة كما في قوله: " أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون " المؤمنون: 11 ويكون قوله: " وأورثنا الأرض " عطف تفسير لقوله " صدقنا وعده ".
وقوله: " وأورثنا الأرض " المراد بالأرض - على ما قالوا - أرض الجنة وهي التي عليها الاستقرار فيها وقد تقدم في أول سورة المؤمنون أن المراد بوراثتهم الجنة بقاؤها لهم بعد ما كانت في معرض أن يشاركها غيرهم أو يملكها دونهم لكنهم زالوا عنها فانتقلت إليهم.
وقوله: " نتبوء من الجنة حيث نشاء " بيان لايراثهم الأرض، وتبديل ضمير الأرض بالجنة للإشارة إلى أنها المراد بالأرض.
وقيل: المراد بالأرض هي أرض الدنيا وهو سخيف إلا أن يوجه بأن الجنة هي عقبى هذه الدار قال تعالى: " أولئك لهم عقبى الدار " الرعد: 22.
والمعنى وقال المتقون بعد دخول الجنة: الحمد لله الذي صدقنا وعده أن سيدخلنا أو أن سيورثنا الجنة نسكن منها حيث نشاء ونختار - فلهم ما يشاؤن فيها -.
وقوله: " فنعم أجر العاملين " أي فنعم الاجر أجر العاملين لله تعالى، وهو على ما يعطيه السياق قول أهل الجنة، واحتمل أن يكون من قوله تعالى.
قوله تعالى: " وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم " إلى آخر الآية. الحف الأحداق والإحاطة بالشئ، والعرش هو المقام الذي يصدر منه