أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين - 58.
بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين - 59. ويوم القيمة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين - 60. وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون - 61.
(بيان) في الآيات أمره صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعوهم إلى الاسلام واتباع ما أنزل الله ويحذرهم عما يستعقبه اسرافهم على أنفسهم من الحسرة والندامة يوم لا ينفعهم ذلك مع استكبارهم في الدنيا على الحق والفوز والنجاة يومئذ للمتقين والنار و الخسران للكافرين، وفي لسان الآيات من الرأفة والرحمة ما لا يخفى.
قوله تعالى: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " الخ أمره صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعوهم من قبله ويناديهم بلفظة يا عبادي وفيه تذكير بحجة الله سبحانه على دعوتهم إلى عبادتهم وترغيب لهم إلى استجابة الدعوة أما التذكير بالحجة فلانه يشير إلى أنهم عباده وهو مولاهم ومن حق المولى على عبده أن يطيعه ويعبده فله أن يدعوه إلى طاعته وعبادته، وأما ترغيبهم إلى استجابة الدعوة فلما فيه من الإضافة إليه تعالى الباعث لهم إلى التمسك بذيل رحمته ومغفرته.
وقوله: " الذين أسرفوا على أنفسهم " الاسراف - على ما ذكره الراغب - تجاوز الحد في كل فعل يفعله الانسان وإن كان ذلك في الانفاق أشهر، وكأن الفعل مضمن معنى الجناية أو ما يقرب منها ولذا عدي بعلى. والاسراف على النفس هو التعدي عليها باقتراف الذنب أعم من الشرك وسائر الذنوب الكبيرة والصغيرة على ما يعطيه السياق.
وقال جمع: إن المراد بالعباد المؤمنون وقد غلب استعماله فيهم مضافا إليه تعالى