وفي تفسير القمي " فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين " قال: من المهتدين قال: لان الايمان قد لزمهم بالاقرار.
أقول: مراده أنهم يؤمنون يومئذ إيمان إيقان لكنهم يرون أن الايمان يومئذ لا ينفعهم بل الايمان النافع هو الايمان في الدنيا فيتمنون أن يرجعوا إلى الدنيا ليكون ما عنده من الايمان من إيمان المهتدين وهم المؤمنون حقا المهتدون بإيمانهم يوم القيامة وهذا معنى لطيف، واليه يشير قوله تعالى: " ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون " سجده: 13، فلم يقولوا فارجعنا نؤمن ونعمل صالحا بل قالوا فارجعنا نعمل صالحا فافهم ذلك.
* * * كذبت قوم نوح المرسلين - 105. إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون - 106. إني لكم رسول أمين - 107. فاتقوا الله وأطيعون - 108. وما أسئلكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين - 109. فاتقوا الله وأطيعون - 110. قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون - 111. قال وما علمي بما كانوا يعملون - 112.
إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون - 113. وما أنا بطارد المؤمنين - 114. إن أنا إلا نذير مبين - 115. قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين - 116. قال رب إن قومي كذبون - 117. فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين - 118. فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون - 119. ثم