قال: وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط وإنما أرادوا بالزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم إلى الآخرة.
وفي المجمع وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: هو القلب الذي سلم من حب الدنيا. ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: حب الدنيا رأس كل خطيئة.
وفي الكافي بإسناده عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام في حديث " وجنود إبليس أجمعون " جنود إبليس ذريته من الشياطين.
قال: وقولهم: " وما أضلنا إلا المجرمون " إذ دعونا إلى سبيلهم ذلك قول الله عز وجل فيهم إذ جمعهم إلى النار: وقالت أولاهم لأخراهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار " وقوله: " كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا " برئ بعضهم من بعض ولعن بعضهم بعضا يريد بعضهم أن يحج بعضا رجاء الفلج فيفلتوا جميعا من عظيم ما نزل بهم وليس بأوان بلوى ولا اختبار ولا قبول معذرة ولا حين نجاة.
وفي الكافي أيضا بسندين عن أبي بصير عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " فكبكبوا فيها هم والغاون " هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره.
أقول: وروي هذا المعنى القمي في تفسيره والبرقي في المحاسن عن أبي عبد الله عليه السلام، والظاهر أن الرواية كانت واردة في ذيل قوله تعالى: " والشعراء يتبعهم الغاوون " لما بعده من قوله تعالى: " وأنهم يقولون ما لا يفعلون " وقد وقع الخطأ في إيرادها في ذيل قوله: " وكبكبوا فيها " الخ، وهو ظاهر للمتأمل.
وفي المجمع وفي الخبر المأثور عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
إن الرجل يقول في الجنة: ما فعل صديقي؟ وصديقه في الجحيم. فيقول الله: أخرجوا له صديقه إلى الجنة فيقول من بقي في النار: " فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ".
وروي بالاسناد عن حمران بن أعين عن أبي عبد لله عليه السلام قال: والله لنشفعن لشيعتنا ثلاث مرات حتى يقول الناس: " فما لنا من شافعين ولا صديق حميم - إلى قوله - فنكون من المؤمنين " وفي رواية أخرى حتى يقول عدونا.