لغائظون - 55. وإنا لجميع حاذرون - 56. فأخرجناهم من جنات وعيون - 57. وكنوز ومقام كريم - 58. كذلك وأورثناها بني إسرائيل - 59. فأتبعوهم مشرقين - 60. فلما تراء الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون - 61. قال كلا إن معي ربي سيهدين - 62. فأوحينا إلى موسى أن أضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم - 63. وأزلفنا ثم الآخرين - 64.
وأنجينا موسى ومن معه أجمعين - 65. ثم أغرقنا الآخرين - 66.
إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين - 67. وإن ربك لهو العزيز الرحيم - 68.
(بيان) شروع في ذكر قصص عدة من أقوام الأنبياء الماضين موسى وهارون وإبراهيم ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام ليظهر أن قوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سائرون مسيرهم وسيردون موردهم، لا يؤمن أكثرهم فيؤاخذهم الله تعالى بعقوبة العاجل والآجل، والدليل على ذلك ختم كل واحدة من القصص بقوله: " وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم " كما ختم به الكلام الحاكي لاعراض قوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أول السورة، وليس ذلك إلا لتطبيق القصة على القصة.
كل ذلك ليتسلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا يضيق صدره ويعلم أنه ليس بدعا من الرسل ولا المتوقع من قومه غير ما عامل به الأمم الماضون رسلهم، وفيه تهديد ضمني لقومه