تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٤ - الصفحة ٣٩٥
وقوله: " يحكم بينهم " أي ولا حاكم غيره لان الحكم من فروع الملك فإذا لم يكن يومئذ لاحد نصيب في الملك لم يكن له نصيب في الحكم.
وقوله: " فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا - وهؤلاء المعاندون المستكبرون - فأولئك في عذاب مهين " بيان لحكمة تعالى.
(بحث روائي) في المجمع روي عن الباقر عليه السلام أنه قال: لم يؤمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتال ولا أذن له فيه حتى نزل جبرئيل بهذه الآية: " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " وقلده سيفا.
وفيه كان المشركون يؤذون المسلمين. لا يزال يجئ مشجوج ومضروب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول لهم: اصبروا فإني لم أؤمر بالقتال حتى هاجر فأنزل الله عليه هذه الآية بالمدينة. وهي أول آية نزلت في القتال.
أقول: وروي في الدر المنثور عن جم غفير من أرباب الجوامع عن ابن عباس وغيره أنها أول آية نزلت في القتال. وما اشتمل عليه بعض هذه الروايات أنها نزلت في المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم خاصة إن صحت الرواية فهو اجتهاد من الراوي لما مر أن الآية مطلقة وأنه لا يعقل توجيه حكم القتال إلى أشخاص من الأمة بأعيانهم وهو حكم عام.
ونظير الكلام جار في قوله تعالى: " الذين إن مكناهم في الأرض " الخ بل وفي قوله: " الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق " الخ على ما تقدم في البيان.
وفيه في قوله تعالى: " الذين أخرجوا من ديارهم " وقال أبو جعفر عليه السلام:
نزلت في المهاجرين وجرت في آل محمد الذين أخرجوا من ديارهم وأخيفوا.
أقول: " وعلى ذلك يحمل ما في المناقب عنه عليه السلام: في الآية نحن. نزلت فينا وفي روضة الكافي عنه عليه السلام: جرت في الحسين عليه السلام.
وكذا ما في المجمع: في قوله تعالى: " وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر " عنه عليه السلام: نحن هم. وكذا ما في الكافي والمعاني وكمال الدين عن الصادق والكاظم عليهما
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست