خاصة لأوردنا بعض ما نشرته المنشورات من الاحصاءات في هذا الباب.
والشرائع السماوية على ما يذكره القرآن الكريم - وقد مرت الإشارة إلى ذلك في تفسير الآيات 151 - 153 من سورة الأنعام - تنهى عن الزنا أشد النهى وقد كان محرما في ملة اليهود ويستفاد من الأناجيل حرمته.
وقد نهى عنه في الاسلام وعد من المعاصي الكبيرة واغلظ في التحريم في المحارم كالأم والبنت والأخت والعمة والخالة، وفي التحريم في الزنا، مع الاحصان وهو زنا الرجل وله زوجة والمراة ذات البعل، وقد أغلظ فيما شرع له من الحد وهو الجلد مائة جلدة والقتل في المرة الثالثة أو الرابعة لو أقيم الحد مرتين أو ثلاثا والرجم في الزنا مع الاحصان.
وقد أشار سبحانه إلى حكمة التحريم فيما نهى عنه بقوله: (ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا) حيث عده اولا فاحشة ثم وصفه ثانيا بقوله: (وساء سبيلا) والمراد - والله أعلم - سبيل البقاء كما يستفاد من قوله: (أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل) العنكبوت: 29، أي وتتركون اتيان النساء الذي هو السبيل فتنقطع بذلك وليس الا سبيلا للبقاء من جهة تسببه إلى تولد المواليد وبقاء النسل بذلك، ومن جهة ان الازدواج وعقد المجتمع المنزلي هو أقوى وسيلة يضمن بقاء المجتمع المدني بعد انعقاده.
فمع انفتاح باب الزنا لا تزال الرغبات تنقطع عن النكاح والازدواج إذ لا يبقى له الا محنة النفقة ومشقة حمل الأولاد وتربيتها ومقاساة الشدائد في حفظها والقيام بواجب حياتها والغريزة تقنع من سبيل آخر من غير كد وتعب، وهو مشهود من حال الشبان والفتيات في هذه البلاد، وقد قيل لبعضهم: لم لا تتزوج؟ فقال: وما اصنع بالازدواج وكل نساء البلد نسائي، ولا يبقى حينئذ للازدواج والنكاح الا شركة الزوجين في مساعي الحياة الجزئية غير التناسل كالشركة في تجارة أو عمل ويسرع إليهما الافتراق لأدنى عذر، وهذا كله مشهود اليوم في المجتمعات الغربية.
ومن هنا انهم يعدون الازدواج شركة في الحياة منعقدة بين الزوجين الرجل والمراة وجعلوها هي الغاية المطلوبة بالذات من الازدواج دون الانسال وتهيئة الأولاد ولا إجابة